قياس قدرة الله تعالى على قدرة الخلق ، وقرأ ابن عامر والكسائي بنصب النون عطفا على يقول ، والباقون بالرفع أي : فهو يكون.
ولما كان ذلك تسبب عنه المبادرة إلى تنزيهه تعالى عما ضربوه له من الأمثال فلذلك قال : (فَسُبْحانَ) أي : تنزه عن كل شائبة نقص تنزها لا يبلغ أفهامكم كنهه وعدل عن الضمير إلى وصف يدل على غاية العظمة فقال (الَّذِي بِيَدِهِ) أي : قدرته وتصرفه خاصة لا بيد غيره (مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) أي : ملكه التام وملكه ظاهرا وباطنا.
ولما كان التقدير فمنه تبدؤون عطف عليه قوله تعالى (وَإِلَيْهِ) أي : لا إلى غيره (تُرْجَعُونَ) أي : معنى في جميع أموركم وحسّا بالبعث لينصف بينكم فيدخل بعضا النار وبعضا الجنة ، وعن ابن عباس : كنت لا أعلم ما روي في فضل يس كيف خصت به فإذا به لهذه الآية.
وما رواه البيضاوي عنه صلىاللهعليهوسلم : «إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس» (١) ، و«أيما مسلم قرئ عنده إذا نزل به ملك الموت سورة يس نزل بكل حرف منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفا يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون قبض روحه وغسله ويتبعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه» (٢) ، و«أيما مسلم قرأ يس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان بشربة من الجنة فيشربها وهو على فراشه فيقبض روحه وهو ريان ويمكث في قبره وهو ريان ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان» (٣) حديث موضوع.
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفورا له» (٤) وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف عنهم يومئذ وكان له بعدد من فيها حسنات» (٥). وعن يحيى بن أبي كثير قال : بلغنا أن من قرأ يس حين يصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ومن قرأها حين يمسي لم يزل في فرح حتى يصبح.
__________________
(١) أخرجه الترمذي في فضائل القرآن حديث ٢٨٢٧.
(٢) الحديث لم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث التي بين يدي.
(٣) أخرجه العجلوني في كشف الخفاء ٣٢١٣.
(٤) أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب ٢ / ٤٤٨.
(٥) أخرجه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين ١٠ / ٣٧٣ ، بلفظ : «حق دخل المقابر ثم قرأ بفاتحة الكتاب ..».