قال : ها أنا يا رسول الله قال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة» (١) وعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» (٢) وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها» (٣).
وقوله تعالى : (لِيُعَذِّبَ اللهُ) أي : الملك الأعظم متعلق بعرضنا المترتب عليه حمل الإنسان (الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ) أي : المضيعين الأمانة.
تنبيه : لم يعد اسمه تعالى فلم يقل : ويعذب الله المشركين وأعاده في قوله تعالى (وَيَتُوبَ اللهُ) أي : بما له من العظمة (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) أي : المؤدين للأمانة ، ولو قال تعالى : ويتوب على المؤمنين والمؤمنات كان المعنى حاصلا ، ولكنه أراد تفضيل المؤمن على المنافق فجعله كالكلام المستأنف.
ولما ذكر تعالى في الإنسان وصفين الظلوم والجهول ذكر تعالى من أوصافه وصفين بقوله تعالى : (وَكانَ اللهُ) أي : على ما له من الكبرياء والعظمة (غَفُوراً) للمؤمنين حيث عفا عن فرطاتهم (رَحِيماً) بهم حيث أثابهم بالعفو على طاعتهم مكرما لهم بأنواع الكرم. وما رواه البيضاوي من أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ سورة الأحزاب وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطي الأمان من عذاب القبر» (٤) حديث موضوع رواه الثعلبي.
__________________
(١) أخرجه البخاري في العلم حديث ٥٩.
(٢) أخرجه أبو داود في البيوع حديث ٣٥٣٤ ، والترمذي في البيوع حديث ١٢٦٤ ، وأحمد في المسند ٣ / ٤١٤.
(٣) أخرجه مسلم في النكاح حديث ١٤٣٧ ، وأبو داود في الأدب حديث ٤٨٧٠.
(٤) ذكره الزمخشري في الكشاف ٣ / ٥٧٥.