النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صرير الأقلام».
وروى معمر عن قتادة عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «أتي بالبراق ليلة أسري به مسرجا ملجما فاستصعب عليه فقال جبريل أبمحمد تفعل هذا فماركبك أحد أكرم على الله منه فارفض عرقا وقال ابن زيد عن أبيه قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما انتهيت إلى بيت المقدس قال جبريل بأصبعه فخرق بها حجرا وشد به البراق وفي رواية أنه جاء جبريل بالبراق إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وقال له يا محمد اركب فركبه صلىاللهعليهوسلم ومعه جبريل وطار به البراق في الهواء فاخترق به الجو فعطش صلىاللهعليهوسلم واحتاج إلى الشراب فأتاه جبريل باناءين إناء من لبن وإناء من خمر وذلك قبل تحريم الخمر فعرضهما عليه فتناول اللبن فقال له جبريل عليهالسلام أصبت الفطرة أصاب الله تعالى بك أمّتك ولذلك كان صلىاللهعليهوسلم يتأوّل اللبن بالعلم فلما وصل إلى السماء الدنيا استفتح إلى أن قال ثم عرج بي إلى سدرة المنتهى وأخبره جبريل أن أعمال بني آدم تنتهي إلى تلك السدرة وأنها مقر الأرواح فهي نهاية لما ينزل مما فوقها ونهاية لما يعرج إليها مما هو دونها وبها مقام جبريل عليهالسلام فنزل صلىاللهعليهوسلم عن البراق وجيء إليه بالرفرف وهو نظير المحفة عندنا فقعد عليه وسلمه جبريل إلى الملك النازل بالرفرف فسأله الصحبة ليأنس به فقال له : لا أقدر لو خطوت خطوة لاحترقت فما منا إلا له مقام معلوم وما أسرى الله بك يا محمد إلا ليريك من آياته فلا تغفل ، فودّعه وانصرف مع ذلك الملك والرفرف ، والملك يمشي به إلى أن ظهر لمستوى سمع فيه صرير الأقلام في الألواح وهي تكتب ما يجريه الله تعالى في خلقه وما تنسخه الملائكة من أعمال عباده قال تعالى : (كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية ، ٢٩] ثم زج بي في النور زجة فأفرده الملك الذي كان معه وتأخر عنه فلم يره معه فعلم أن الرفرف ما تدلى إلا لكون البراق له مكان لا يتعدّاه كجبريل ، لما بلغ إلى المكان الذي لا يتعدّاه وقف وكذلك الرفرف لما وصل إلى مقام لا يتعدّاه زج به في النور فغمره النور من جميع نواحيه وأعطي علما آخر لم يكن يعلمه قبل ذلك عن وحي من حيث لا يدري وجهته» :
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد رأيتني وأنا في الحجر وقريش تسألني عن مسراي : فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثلها قط فرفعه الله إليّ لأنظر إليه فما سألوني عن شيء إلا أنبئتهم به وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا بموسى قائم يصلي فإذا رجل جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي ، وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم يعني به نفسه صلىاللهعليهوسلم فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت قال قائل : يا محمد هذا مالك خازن النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام» (١). وعن جابر أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لما كذبني قريش قمت إلى الحجر فجلّى الله لي بيت المقدس» (٢) وذكر الحديث. وعن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أتيت موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره» (٣).
__________________
(١) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ١٧٢.
(٢) أخرجه البخاري في المناقب حديث ٣٨٨٦ ، ومسلم في الإيمان حديث ١٧٠ ، والترمذي في التفسير حديث ٣١٣٣.
(٣) أخرجه مسلم في الفضائل حديث ٢٣٧٥ ، والنسائي في قيام الليل حديث ١٦٣١.