سورة الحجر
مكية ، وهي تسع وتسعون آية وستمائة وأربع وخمسون كلمة ، وعدد حروفها ألفان وسبعمائة وستون حرفا.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(بِسْمِ اللهِ) الملك الواحد القهار (الرَّحْمنِ) الذي أسبغ نعمه على سائر بريته ، فعجزت عن وصفه الأفكار (الرَّحِيمِ) الذي خص أهل ولايته بنجاتهم من النار ، وقوله تعالى :
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١) رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (٢) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٣) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (٤) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٥) وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٩) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١١) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥) وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (١٨) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (٢٠) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١) وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (٢٢) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (٢٣))
(الر) ذكر فيه الفتح والإمالة أوّل يونس. وقيل : معناه : أنا الله أرى ، وقدّمنا الكلام على أوائل السور في أوّل سورة البقرة ، وقوله تعالى : (تِلْكَ) إشارة إلى آيات هذه السورة ، أي : هذه الآيات (آياتُ الْكِتابِ ،) أي : القرآن ، والإضافة بمعنى من ، وقوله تعالى : (وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ،) أي : مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة. وقيل : المراد بالكتاب هو السورة ، وكذا القرآن ، وقيل : المراد بالكتاب التوراة والإنجيل ، وبالقرآن هذا الكتاب.
ثم بيّن سبحانه وتعالى حال الكفار يوم القيامة بقوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ ،) أي : يتمنى (الَّذِينَ كَفَرُوا) إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين في ذلك اليوم (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) وقيل : حين يعاينوا