سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : قد وضعت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بيسير ،
فاستفتت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأمرها أن تتزوج.
قال أبو عيسى :
هذا حديث حسن صحيح ، وفي مسلم أنها نفست بعد وفاة زوجها بليال ، وسياق الحديث أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمرها أن تتزوج.
قال ابن شهاب :
ولا أرى بأسا أن تتزوج حين وضعت ، وإن كان في دمها غير أنه لا يقربها زوجها حتى
تطهر.
وفي النهاية
إنها وضعت بعد وفاة زوجها بنصف شهر.
واعلم أن هذا
الخبر صريح في الاعتداد بوضع الحمل ، وإن تقدم على الأربعة الأشهر والعشر.
وعن عمر لو
وضعت حملها وزوجها على السرير انقضت عدتها.
ومذهب الهادي ،
والقاسم ، والناصر ، والمؤيد بالله وهو مروي عن علي عليهالسلام ، وابن عباس ، والشعبي ، أن عدتها آخر الأجلين ، وقد
تقدم ذلك ، وتقدم الجواب عن هذا الحديث أنه مضطرب ؛ لأن أبا السنابل أنكر عليها ،
ولأنه قد روي لبضع وعشرين ليلة ، وروي لشهر ، وروي نصف شهر ، وروي أربعين ليلة ،
وهذا يقتضي ضعفه.
الثاني : أنه خبر آحاد فلا يعارض القرآن ، وهذا يحتمل لأنهم
يقولون : إنه مطابق لما في القرآن من وضع الحمل ، وأن وضع الحمل ناسخ للأشهر.
قلنا : لا يصح
النسخ مع إمكان التأويل ، وقد جمعنا بين الآيتين فقلنا : تعتد الحامل بهما أعني
وضع الحمل والأربعة الأشهر والعشر ، لكن يقال : إذا تأخرت الأشهر فلم يجعل أجلهن
وضع الحمل ، ولا يقال : يلزم في المطلقة أن تجمع بين الأقراء والوضع لأن أحدا لم
يذهب إلى ذلك ، ومن حجج المذهب أنه مروي عن علي عليهالسلام وكلامه حجة ، وأنه إجماع أهل البيت ، وإجماعهم حجة ،
لكن يقال : نقل الإجماع ظني.