المداولة والمراد أنه يجب الرد على زوج المسلمة فإذا عاقبتموهم يعني فاتكم شيء من أزواجكم ، وقد تقدم أنه منسوخ ، أو في ذلك الصلح.
قوله تعالى
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الممتحنة : ١٢]
قيل لما فرغ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يوم الفتح من بيعة الرجال وهو على الصفا ، وعمر أسفل منه يبايع النساء بأمره.
وعن الشعبي كان يبايع بيده وعليها ثوب ، وقيل كان عنده قدح ماء غمس يده فيه فغمسن أيديهن وقيل حضرت مجلس رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ للبيعة وفيهن هند بنت عتبة امرأة أبى سفيان متنقبة متنكرة خوفا من رسول ـ الله صلىاللهعليهوآله ـ فلما قال : «على أن لا تشركن بالله شيئا» قالت هند : إنك تأخذ علينا أمرا ما أخذته على الرجال ، وكان يبايع الرجال على الإسلام ، والجهاد ، فلما قال : «ولا يسرقن» قالت هند : أن أبا سفيان رجل شحيح وإني أصيب من ماله. فقال أبو سفيان : جعلتك في حل فعرفها رسول الله وتبسم ، وقال : «إنك لهند». فقالت : نعم فاعف عما سلف ، فلما قال : «ولا يزنين. قالت : أتزني الحرة؟ فلما قال : «ولا يقتلن أولادهن» قالت : ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا ، فأنتم وهم أعلم ، وذلك لأن ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتل يوم بدر ، فضحك عمر ، وتبسم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فلما قال : «ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهنّ وأرجلهنّ» قالت : إن البهتان يقبح ، وما أمرتنا إلا بمكارم الأخلاق ، فلما قال : «ولا يعصينك في معروف» قالت : ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء.