الإسلام هنا بمعنى الاستسلام والانقياد ، وليس هو الإسلام الشرعي ، كما قال الزمخشري.
قوله تعالى : (وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ).
ذكر في إعرابه وجها ، وزاد ابن عرفة : أن (فِي الْآخِرَةِ) خبر المبتدأ ، و (مِنَ الْخاسِرِينَ) في موضع الحال ، والحال من تمام الخبر ففي لازمة إذ بها تحصل الفائدة.
قوله تعالى : (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً).
(كَيْفَ) سؤال عن حال ، أي ليس لهم حال يهدون فيها ، ولما انتفت حال اهتدائهم انتفت هدايتهم ، أي لا يهتدون في المستقبل إلا أن يتوبوا ، وليس المراد أنهم لا يهتدون حين كفرهم لئلا يلزم عليه تحصيل الحاصل ، كقولك : كل كاتب محرك يده حين هو يكتب.
قوله تعالى : (وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ).
منع ابن عطية النسخ في الآية ، قلت : يريد لأنه خبر والخبر لا ينسخ.
قوله تعالى : (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ).
الإشارة بلفظ البعيد للقريب للتعظيم في بابه تحقيرا لما اتصفوا ، واللعنة مختلفة بالفعل ، ولعنه الناس والملائكة بالقول ، ابن عطية : والناس إذا آتت مطلقة فهي خاصة ببني آدم ، وإذا قيدت بالجمع فجاز والناس هنا إما خاص بالمؤمنين ، وإما عام والمعنى أنهم في الآخرة يلعنهم المؤمنون ويلعن بعضهم بعضا ، وكل من هذه صفته يلعن صاحب هذه الصفة ولا يشعر أنه [١٩/٩٤] متصف بها فيلعن نفسه من حيث لا يشعر ، واستبعده ابن عرفة : أن جعلت الضمير في : (خالِدِينَ فِيها) عائد على اللعنة ؛ لأنه لا يلعن نفسه دائما ، بل في بعض الأوقات ، وإن أعدناه إلى النار فيصح.
قوله تعالى : (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ).
ابن عرفة : الصواب عندي أن يوقف على (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ) لأنك إذا وصلته لم يكن في قول : (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) فائدة الإلزام الأول ، فإذا وقفت وابتدأت به كان معطوفا على مقدر ، أي لا ينصرون ولأنهم ينظرون ، أي لا ينصرهم أحد فيزيله