فيها وجوها :
أحدها : شرطية مفعول وتكلفوا في الجملة ضميرا يعود عليها.
ابن عرفة : لا يحتاج إليه ؛ لأن الشرط إذا كان مفعولا لم يحتج إلى ضمير ، وإنما يحتاج إليه إذا كان مبتدأ ، وذكروا إذا كانت موصوله إن هناك ضمير تقديره ثم حاكم رسول به.
ورده ابن عرفة : بأن العائد المجرور ، لا يجوز حذفه إلا إذا كان هناك ضميره غيره مجرورا يمثل الحرف الداخل عليه والعاملان فيها مبتدآن لفظا ومعنى ، وذكروا أيضا أن الرابط ضمير مستتر في قوله : (مَعَكُمْ) ورده ابن عرفة : بأن ذلك الضمير إنما يعود على الثانية لا على الأول.
ابن عرفة : وفي الآية التفات [١٩/٩٣ و] من الغيبة في النبيين للخطاب في مفعول أتيتكم إلا أن يقال : إنه حكاية لما تقدم ، لا أنه نفس لما تقدم فليس بالتفات.
قوله تعالى : (قالُوا أَقْرَرْنا) الإقرار على أنفسهم ، والشهادة على غيرهم ، وفي قوله تعالى : (وَأَنَا مَعَكُمْ) تشريف للقائم بالشهادة.
قوله تعالى : (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ).
إما أن يريد الحصر ، أو هم العاملون الفسق.
قوله تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ).
ابن عرفة : عادة الطلبة يقولون : لم قال (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ) ولم يقل : أخلاف دين الله مع أن الخلافين أخص من الغيرين ، لأن الغيرين يصدقان على المثلين والخلافين ، وأجيب : بأن ذلك في الإثبات والاستفهام هنا على سبيل الإنكار ، وهو معنى النفي ، ونفي الأعم يستلزم نفي الأخص ، كما قالوا : (فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) [سورة البقرة : ١٧].
قوله تعالى : (طَوْعاً وَكَرْهاً).
وقال في البقرة (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) [البقرة : ٢١٦] ، وفي النساء (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) [النساء : ١٩] الكره بضم الكاف هو البغض ضد الرضا ، والكره بفتحها هو الإكراه عند الطوع.
قوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا).