تأويل ، قوله مسلمون فإنهم قائلون للإسلام ، أو لحديث ، "كل مولود يولد على الفطرة (١)".
وقال الفخر : احتج بها ... على أن العلم إذا حصل لا يرتفع أصلا ولا يمكن ضرورته جهلا بوجه ، فرده ابن عرفة بأن مذهبنا أن الله يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد فقد يخلق في قلبه العلم ، ثم يسلبه عنه ، وأيضا فإذا حصل العلم فاتفقنا على أن بقاؤه جائز ، لا واجب ، وإذا جاز بقاؤه جاز رفعه.
قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ).
قال ابن عرفة : لما تضمن الكلام السابق براءة الرسل من مطلبهم أن يكونوا معبودين من دون الله ، بقوله : (ما كانَ لِبَشَرٍ) إلى آخر الآية عقيه بما يؤكد ذلك وهو الإخبار بان الله أخذ عليهم العهد أن يبلغوا الكتب ، والوحي ، والإيمان بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأخطأ ابن عطية فيما حكى عن مجاهد في قوله : هكذا من القرآن وغيره خطأ ، ولا يحل كتب ذلك ولا نقله ، وفي مثله كانوا يخونون ابن عطية ، والزمخشري أجاد فلم ينقل هذا وذكرها في الآية أربعة أوجه :
أحدها : وإذا أخذ الله الميثاق وعلى النبيين.
الثاني : المراد الميثاق الذي وثقه الأنبياء على اسمهم.
ابن عرفة : فالمصدر على الأول مضاف للمفعول ، وعلى الثاني للفاعل.
والتأويل الرابع : بعيد وهو أن المراد بالنبيين أهل الكتاب تهكما بهم ؛ لأنهم قالوا : نحن أولى بالنبوة من محمد.
قوله تعالى : (لَما آتَيْتُكُمْ).
__________________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه : ١٣٠٣ ، وابن حبان في صحيحه : ١٢٨ ، وأبو نعيم الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح مسلم : ١٨٤٢ ، والترمذي في جامعه : ٢٠٦٥ ، وأبو داود السجستاني في سننه : ٤٠٩٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى : ١١٢٧٩ ، وفي معرفة السنن والآثار : ٣٥٠٠ ، وأحمد بن حنبل في مسنده : ٨٨٩٦ ، وأبو داود الطياليسي في مسنده : ٢٥٤٦ ، والحميدي في مسنده : ١٠٦٣ ، وأبو يعلى الموصلي في مسنده : ٦٣٥٩ ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية : ٣٠٥٩ ، والبوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة : ٢٦٢ ، والهيثمي في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث : ٦٤٣ ، والطبراني في مسنده : ١٠٥ ، وعبد الرزاق الصنعاني في مصنفه : ٩١٨٤.