بالسيف ، وإنما لم تعتبر النية في القبول والصواب المترتب عليه ، وكما قالوا في الزكاة : أنها تؤخذ من أربابها خبرا وقصد ابن عطية الإيمان المتفق عليه الذي لا شبهة فيه ولا ريبة ، وليس قصده الإيمان المخرج من هذه التكليف.
قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ).
ابن عطية : أي تسترونه ولا تنسوه وامتثلوا أمره ووعيده.
ابن عرفة : أو اذكروا لغيركم وعلموه له ، قيل لابن عرفة : لا يناسب أن يعلل هنا بالتقوى فإنه قد يكون العلم غير متق بالله ، فقال : قد يكون تذكرة لغيره سبب في إنزجاره هو تذكرة في نفسه.
قوله تعالى : (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ).
قال ابن عرفة : و (ثُمَ) إما لبعد ما بين منزلة الإيمان والكفر أو للمهلة حقيقة.
قيل لابن عرفة : الحقيقة متعذرة فإن من لابتداء الغاية ، وليس من أول أزمنة البعدية وآخر أزمنة للسياق تراخ وجه ، فقال ابن عرفة : الأولوية مقولة بالتشكك في أزمنة البعدية.
قيل لابن عرفة : هذا يرجح أن أخذنا ميثاق آبائكم ؛ لأن المخاطبين لما .... (١) ألم يرتد منهم أحد ، فقال ابن عرفة : يفهم هذا كما فهمه في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) [سورة البقرة : ٢٥٧] ، لأنهم لم يحصل لهم النور قط لكن لما كانت أولته والآثار التي هي سبب فيه سهلة متيسرة مركبة للفهم لا مشقة عليهم فيها صاروا كأنهم حصل بالفعل لحصول شرائطه وأسبابه تقدم أمانيهم كأنه رده ، وخروج من النور إلى الظلمات ، قوله تعالى : (فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) ابن عرفة : هذا ليس بتكرار بل فضل الله راجع إلى قبول التوبة ورحمته ترجع إلى نفس التوبة ، أو فضل الله راجع إلى الثواب والأنعام ورحمته أعم من ذلك ، يتناول رفع المؤلم فقط ، أو رفعه مع جميع الملائم فهو من عطف الأعم على الأخص.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ).
__________________
(١) بياض في المخطوطة.