التصريح بشرفها وعلو مكانتها حيث يقول الله : وما أدراك ما ليلة القدر؟ لا أحد يعرف كنهها ، ولا يحيط أحد بفضلها إلا بما سأذكره عنها ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، ولا غرابة فالليلة التي ابتدأ الله فيها نزول القرآن هي ليلة مباركة فيها يفرق ويفصل كل أمر حكيم لأنه من الحكيم الخبير ، أليست هذه الليلة خيرا من ألف شهر ، بل هي خير ليلة في الوجود ، وأسمى وقت في الزمن وبالطبع العمل فيها خير من العمل في غيرها ألف مرة.
واستأنف بيان بعض فضلها فقال : إنها تتنزل فيها الملائكة ـ وخاصة جبريل المكلف بالوحي ـ يتنزلون فيها بإذن ربهم من كل أمر حكيم على النبي صلىاللهعليهوسلم فأول عهد النبي بشهود الملائكة وجبريل معهم كان في تلك الليلة التي تنزلت الملائكة من عالمها إلى عالم الأرض ، نزلوا بالوحي على رسول الله. وهذه الليلة ليلة سلام وأمان ولا غرابة ففيها ابتدأ نزول القرآن مصدر الإسلام ومبدأ السلام ، روى أن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج ليخبر عن ليلة القدر فوجد رجلين يتنازعان فنسي الخبر. ليلة القدر مصدر السلام والأمان حتى مطلع الفجر.