كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١) وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٢) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (٣٣)
المفردات :
(فَتَنَّا) : بلوناهم واختبرناهم (كَرِيمٌ) المراد : جامع لخصال المحامد والمنافع (أَدُّوا) : أطلقوا بنى إسرائيل (وَأَنْ لا تَعْلُوا) : وأن لا تستكبروا مستهينين بوحيه (عُذْتُ) : التجأت (تَرْجُمُونِ) : ترموني بالحجارة ، أو المراد تؤذوني (فَاعْتَزِلُونِ) : كونوا بمعزل عنى. (فَأَسْرِ) : سر ليلا بعبادي. (رَهْواً) : ساكنا كما هو ، أو ذا فرجة واسعة (وَنَعْمَةٍ) النعمة : التنعيم ، والنعمة اليد والضيعة وما أنعم به عليك ، وقيل : لا فرق بين النعمة والنعمة ، والأولى تفسيرها بالشيء المنعم به لأنه أنسب لقوله : كم تركوا (فاكِهِينَ) أى : أصحاب فاكهة ، وقرئ فكهين ، بمعنى : أشرين بطرين ومستخفين مستهزئين (مُنْظَرِينَ) : ممهلين.
المعنى :
وبالله لقد فتنا قبل مشركي قريش قوم فرعون : وبلوناهم بالسيئات والحسنات ، وفعلنا (١) معهم فعل المختبر الذي يريد أن يعرف حقيقة الشيء ، وكانت فتنتهم بزيادة الرزق والتمكين في الأرض وإرسال الرسل ، وكان من جملة ما امتحنوا به أن جاءهم رسول كريم هو موسى الكليم ـ عليهالسلام ـ فما لكم يا كفار مكة لا تتعظون بما حل بغيركم؟ ما لكم لا تثوبون لرشدكم وتعلمون أن سنة الله مع الأمم كلها لا تختلف؟! ولقد جاء آل فرعون نبي الله موسى ، وهو رسول كريم على الله : كريم في نفسه لأنه جمع خصال المحامد والمنافع ، جاءهم فقال : أدوا إلى بنى إسرائيل ، وأطلقوهم وفكوا سراحهم فهم عباد الله لا عبادكم ، فاستعبادكم لهم ظلم كبير ، وقيل المراد : أدوا
__________________
(١) وعلى ذلك فيكون في قوله : تعالى (فتنا) استعارة تبعية حيث شبه الابتلاء والاختبار بالفتنة .. إلخ إجراء الاستعارة.