يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (٥٩) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (٦٠)
المفردات :
(ضَعْفٍ) الضعف : ما قبل القوة (شَيْبَةً) أى : شيبا وهو بياض الشعر الأسود (ساعَةٍ) : مدة من الزمن قليلة (يُؤْفَكُونَ) يقال : أفك الرجل : إذا صرف عن الصدق والخير (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) أى : لا يطلب منهم الإعتاب. وحقيقة أعتبته : أزلت عتبة فالإعتاب إزالة العتب بفعل ما يرضى ، يقال : استعتبته فأعتبنى ، أى : استرضيته فأرضانى (مُبْطِلُونَ) أى : متبعون الباطل والسحر (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ) يقال : استخف فلان فلانا ، أي : استجهله حتى حمله على اتباعه في الغي.
المعنى :
وهذه الآية تتعلق بالإنسان ناطقة بإثبات القدرة والعلم والإرادة وغيرها من الصفات لله ـ سبحانه وتعالى ـ فهذا الانتقال والتحول من حال إلى حال دليل على القدرة ، وآية على البعث الذي ينكره المشركون.
الله هو الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ، فالإنسان خلق من منى يمنى ، من ماء مهين ، من نطفة هي غاية في الضعف والصغر والقلة ، حتى أنها تحوى ملايين صالحة لتلقيح بويضة المرأة. والشخص منا يكون واحدا منها ، ثم يظل ينتقل الإنسان من ضعف : وهو في بطن أمه ثم وهو رضيع ، ثم وهو يدرج حتى يصير في دور المراهقة والشباب والرجولة فتظهر عليه علامات القوة والفتوة والشباب ، ثم جعل من بعد القوة ضعفا وشيبة. تلك مراحل لا بد من مرورها على الإنسان ويستحيل عليه أن يولد قويا ، كما أنه يستحيل عليه أن يكون في دور الشيخوخة قويا بل لا بد فيها من ضعف وشيبة.