فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥) فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦)
المفردات :
(بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ) : وسع ، وأصل البسط : النشر (لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ) البغي : تجاوز الحدود (بِقَدَرٍ) : بتقدير (الْغَيْثَ) : المطر النافع (قَنَطُوا) : يئسوا (بَثَ) : فرق ونشر (مِنْ دابَّةٍ) : كل ما دب وتحرك فهو دابة (الْجَوارِ) : جمع جارية وهي السفينة تجرى في الماء (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ)(كَالْأَعْلامِ) جمع علم وهو الجبل ، أو هو كل شيء مرتفع (رَواكِدَ) : سواكن على ظهره لا تتحرك (يُوبِقْهُنَ) : يهلكهن ويغرقهن (مَحِيصٍ) : مهرب وملجأ.
لقد مضى قول الله : (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) فكأن سائلا سأل : ما بال بعض المؤمنين قد يكون في شدة وفقر يدعو ويظل حاله كما هو؟ فأجاب الله بهذه الآيات.
المعنى :
ولو بسط الله الرزق ووسعه لعباده جميعا لبغوا في الأرض وتجاوزوا الحدود المرسومة ، فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ، والظلم من شيم النفوس ، فإن رأيت أحدا لا يظلم مع القدرة فلعله لسبب ، والغنى كما يقولون مبطرة مأشرة ـ أى : داع إلى البطر والأشر ـ وكفى بحال قارون وفرعون وما نراه الآن شاهدا على ذلك.