وليس في كلامِهِم
« فِعالٌ » بالكسرِ تُجمَعُ على « فَعَلٍ » بفتحتَينِ غيرهما ، وقد تَلحَقُ
بالجمعَينِ هاءٌ فيقالُ : ثلاثَةُ أُهُبَةٍ وأَهَبَةٍ.
وربّما استعملوا
الإِهابَ في جلدِ الإنسانِ ؛ يُقالُ : غَضِبَ فُلانٌ حتّى كادَ يَخرُجُ من إِهابِهِ.
والأُهْبَةُ ، كغُرْفَة
: العُدَّةُ. الجمعُ : أُهَبٌ ، كغُرَف.
وتَأَهَّبَ للسفرِ
: استعدَّ.
وأَهَّبْتُهُ
تَأْهِيباً : جَعَلتُ له أُهْبَةً.
وإِهابٌ ، ككِتاب
لا سَحاب ووَهِمَ الفيروزاباديُ : موضعٌ بناحيةِ المدينةِ ، وإليه يُضافُ بئرُ
إهاب بالحَرَّةِ الغربيّةِ ، يُقالُ : إنّ النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بَصَقَ فيها ، ولذلكَ يتبرّكُ بها أهلُ المدينةِ ،
ويسمّونَها زَمْزَمَ ، لبركتِها.
الأثر
( لَوْ كَانَ القُرْآنُ فِي إِهَابٍ مَا
مَسَّتْهُ النَّارُ ) وفي روايةٍ : ( لَوْ جُعِلَ
القُرْآنُ فِي إِهَابٍ مَا احْتَرَقَ ) هذا تمثيلٌ وتخييلٌ ؛ لعلوِّ شأنِ القرآنِ وجلالةِ قدرِهِ ،
والمعنى : لو كُتِبَ في جلدٍ وأُلقِيَ في النارِ ـ وكانَتِ النارُ ممّا لا تُحرقُ
شيئاً ؛ لعظمِ شأنِهِ وشرفِ مقدارِهِ ـ لم تَمَسَّهُ ولم تُحرِقْهُ. ونظيرُ ذلكَ
قولُهُ تعالى : ( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ
لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً ) الآيةَ.
وقد كَثُرَتْ
أقوالُ العلماءِ في تأويلِ هذا الخبرِ ، وكلُّها مدخولٌ سوى ما ذَكَرناهُ .
__________________