و ـ جاريتَهُ : جَعَلَها عندَ امرأةٍ حتَّى تَحِيضَ للاستبراءِ.
وقُرِّئَتِ المرْأَةُ ـ بالتَّشديد ـ تَقْرِئَةً (١) حُبِسَتْ ليُنتظَرَ بها انقضاءُ أَقرائِها ، فهي مُقَرَّأَةٌ ، كمُعَظَّمَة.
واستَقْرَأَ الجملُ النَّاقةَ ، إذا تاركَها ليَنظُرَ أَلقَحَت أم لا.
وقَرَأَ سلامَهُ عليهِ ـ كمَنَعَ ـ قِراءَةً : أَبلغَهُ إِيّاهُ. وإذا أمرتَ قلت : اقْرَأْ عليهالسلام ( قال الأصمعي : وتعديته بنفسه خطأ فلا يقال : اقْرَأْهُ السَّلامَ ) (٢) ؛ لأنَّهُ بمعنى اتلُ عليه. وحَكى الجوهريُّ وابنُ القَطّاعِ أنّهُ يتعدّى بنفسِهِ رُباعيّاً ؛ فيقالُ : فلانٌ يُقْرِئُكَ السلامَ (٣).
والقِرْأَةُ ، كسِدْرة : الوباءُ ، كالقِرَةِ ـ كسِمَة ـ وهي لغةُ أهلِ الحجازِ.
وأقْرَأَني فلانٌ خَبراً : أخبرَني به إقْراءً.
الكتاب
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) (٤) أي اقْرَأْ ما يُوحى إليكَ مُلتبِساً أو مفتتِحاً باسم ربِّكَ ، وجعلُ الباءِ زائدةً ـ والمعنى : اذكُرِ اسمَ ربِّكَ ـ كتحصيلِ الحاصلِ ؛ لأنَّهُ لا يمكنُ له شغلٌ سوى ذكر الله ، ولا يناسبُهُ ما وَرَدَ في الحديثِ أنّهُ قالَ : ( مَا أَنا بِقَارِئٍ ) (٥).
( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى ) (٦) سنَجعَلُكَ قارئاً بإلهامِ القِراءَةِ فلا تَنسى أصلاً ، أو هو وعدٌ كريمٌ باستمرارِ الوحيِ في ضمن الوعد بالإقْراءِ ؛ أي سنُقرِئُكَ ما نُوحي إليك الآنَ وفيما بعدُ على لسان جبرائيلَ ،
__________________
(١) في « ج » : وقُرِّئت المرأةُ ـ بالتشديد ـ تقرَّأت.
ويمكن التلفيق فتكون العبارة هكذا : « وقرّئت المرأة ـ بالتشديد ـ تقرئةً ، فتَقَرَّأت ».
(٢) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ج ». وانظره في التهذيب ٩ : ٢٧٥.
(٣) انظر أفعال ابن القطاع ٣ : ٥٢.
(٤) العلق : ١.
(٥) صحيح البخاريّ ٦ : ٢١٤.
(٦) الأعلى : ٦.