أنَّ المعدومَ ليس
بشيءٍ.
( لَتَدْخُلُنَّ
الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ ) هو حكايةُ قولِ المَلَكِ كما رُويَ ، أو قولِهِ عليهالسلام لأصحابِه ، أو
تعليقٌ للعِدَةِ بالمَشيئَةِ ؛ لتعليمِ العبادِ ، أو للإشعارِ بأنَّ بعضَهم لا
يدخُلونَهُ لموتٍ أو غيبةٍ ، أو هو استثناءُ تحقيقٍ لا تعليقٍ ، والمعنى : أنَّه
تعالى يفعَلُ بعبادِهِ ما هو الصّلاحُ.
الأثر
( وإنَّا إنْ شاءَ اللهُ بكم لَاحِقونَ ) للتّبرّكِ ؛ إذ اللِّحاقُ متيقَّنٌ ، أو عائدٌ إلى
اللُّحوقِ بِالموافَاةِ على الإيمانِ ، أو بالمكانِ المتبرَّكِ.
المصطلح
المَشِيئَةُ : توجُّهُ النّفسِ إلى معلومٍ بملاحظةِ صفاتِهِ وأحوالِهِ
المرغوبِ فيها الموجبةِ لِحركة النّفسِ لتحصيلِهِ ، وهذهِ الحركةُ
النّفسانيَّةُ وانبعاثُها هي الإرادةُ ، فنسبةُ المَشِيئَةِ إلى الإرادَة كنسبةِ
الظّنِّ إلى الجزم ، ومشيئةُ اللهِ تعالى : عبارةٌ عمّا يترتَّبُ عليهِ أثَرُ (
هذا ) التّوجُّهِ ، ويكونُ بمنزلتِهِ.
وقيلَ : عبارةٌ عن تجلِّي الذّاتِ ، والعنايةِ السّابقةِ لإيجَادِ
معدومٍ أو إعدامِ موجودٍ ، فهي أعمُّ من الإرادةِ ؛ إذ هي عبارةٌ عن تجَلِّيه
لإيجادِ معدومٍ ، فهي لا تتعلَّقُ دائماً إلاَّ بهِ ، فكانت صفةً تُخصِّصُ أمراً
بحصولِهِ ووجودِهِ ، ومن تتبَّعَ مواضعَ استعمالِ المَشِيئَةِ والإرادةِ في
القرآنِ يَعلَم ذلكَ ، وإنْ كان بحَسَبِ اللغةِ يُستعمَلُ كلٌّ منهما مقامَ
الآخَرِ.
والشَّيءُ عند الحكماءِ : اسمٌ لما هو حقيقةُ الشّيئيَّةِ ، ولا يقعُ على المعدوم
ولا المحالِ.
و ـ عند أكثرِ الأشاعرةِ : هو الموجودُ
__________________