عَلَى
الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما
يُنْفِقُونَ) الآية.
فإن قيل : كيف
احتمل أن تكون آية واحدة في فريقين مختلفين ، إذا قرئ بالتخفيف فهي في الذين لهم
عذر ، وإذا قرئ بالتشديد فهي في الذين لا عذر لهم؟
قيل : تصير على
اختلاف القراءة كآيتين في حالتين ووقتين مختلفين ، إن كان تأويل المعذر بالتشديد
هو الذي يعتذر ولا عذر له ، والمعذر ـ بالتخفيف ـ هو الذي له عذر.
أو كان تأويل
إحدى القراءتين على ضد الأخرى كان لهم عذر في حال ، ولا عذر لهم في حال أخرى ،
وإلا لا يحتمل أن تكون القراءتان جميعا في وقت واحد ، وتأويلهما على الاختلاف الذي
ذكروا ، وهو كقوله : (فَقالُوا رَبَّنا
باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا) [سبأ : ١٩] و (رَبَّنا) بالرفع (باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا) أحدهما : على الدعاء ، والآخر : على الإيجاب ، هما
آيتان صارتا آية واحدة لاختلاف القراءة ، والله أعلم.
وقوله : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى
الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ).
لو لم يذكر
المرضى ولا الذين لا يجدون ما ينفقون ، لكان المفهوم من قوله : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ) المرضى والذي لا يجد ما ينفق.
وكذلك إذا ذكر
المريض كان في ذكره ما يفهم منه كل ضعيف ، وكل ما لا يجد ما ينفق.
__________________