بعض.
(وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ).
هو على الوعيد خرج.
وقوله ـ عزوجل ـ : (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ) قال بعض أهل التأويل : نزلت الآية في العباس بن عبد المطلب أنه أسر يوم بدر ، فأقبل ناس من المهاجرين والأنصار ، منهم على بن أبي طالب وغيره ، وعيروه بالكفر بالله ، والقتال مع النبي ، وقطيعة الرحم ، فقال : ما لكم تذكرون مساوئنا وتذرون محاسننا؟! فقالوا : أو لكم (١) محاسن؟ قال : إي والله ، إنا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب البيت (٢) ، ونسقي (٣) [الحاج و](٤) نفك العاني (٥). فأنزل الله ردّا عليه (٦).
لكن في آخر الآية دلالة أنه لا يحتمل أن تكون (٧) في العباس ؛ على ما قالوا ؛ لأنه
__________________
(١) في أ : ولكم.
(٢) قال أبو محمد عبد الحق بن عطية في التفسير : عمارة البيت : وهي السدانة ، وكان يتولاها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة واسم أبي طلحة : عبد الله بن عبد العزى بن عبد الدار ، وشيبة بن عثمان بن أبي طلحة ـ المذكور ـ وهذان هما اللذان دفع إليهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم مفتاح الكعبة في ثاني يوم الفتح بعد أن طلبه العباس وعلي ، وقال لعثمان وشيبة : «يوم وفاء وبر ، خذوها خالدة تالدة لا ينازعكموها إلا ظالم» ، يعني السدانة. انتهى.
ينظر : تخريج الدلالات السمعية (١٤٧).
(٣) كانت قبل الإسلام لبني عبد المطلب فأقرها رسول الله صلىاللهعليهوسلم لهم في الإسلام.
روى مسلم ـ رحمهالله تعالى ـ عن جابر ـ رضي الله عنه ـ حديثه الطويل في باب حجة النبي صلىاللهعليهوسلم وفيه : ثم ركب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأفاض إلى البيت ، فصلى بمكة الظهر ، فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم ، فقال : «انزعوا بني عبد المطلب ، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم» فناولوه دلوا فشرب.
وقال أبو محمد بن عطية في التفسير : قال محمد بن كعب : إن العباس وعليّا وعثمان بن طلحة تفاخروا : فقال العباس : أنا ساقي الحاج ، وقال عثمان : أنا عامر البيت ، ولو شئت بت فيه. وقال على : أنا صاحب جهاد الكفار مع النبي صلىاللهعليهوسلم والذي آمنت وهاجرت قديما ، فنزلت الآية : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[التوبة : ١٩].
ينظر : تخريج الدلالات السمعية (١٥٠).
(٤) سقط في أ.
(٥) العاني : الذليل ويطلق على الأسير. ينظر : المعجم الوسيط (٢ / ٦٣٣) (عنا).
(٦) أخرجه ابن جرير (٦ / ٣٣٦) (١٦٥٧٢) وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٣٩٥) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وكذا البغوي في تفسيره (٢ / ٢٧٣) ، والرازي (١٦ / ٧) ، وابن عادل في اللباب (١٠ / ٤٢ ـ ٤٣).
(٧) في أ : يكون.