قال في قوله : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا) : «أنّ نمروذ لما ألقى إبراهيم في النار ؛ نزل إليه جبريل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة ، فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة ، وقعد معه يتحدّث ، فأوحى الله إلى النار في قوله : (كُونِي بَرْداً وَسَلاماً). ولو لا أنه قال وسلاما لآذاه البرد». وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس مرفوعا : «إن الله كسا إبراهيم ثوبا من الجنة ، فكساه إبراهيم إسحاق ، وكساه إسحاق يعقوب ، فأخذه يعقوب فجعله في قصبة من حديد وعلّقه في عنق يوسف ، ولو علم إخوته إذ ألقوه في الجب لأخذوه ؛ فلما أراد الله أن يردّ يوسف على يعقوب كان بين رؤياه وتعبيره أربعون سنة أمر البشير أن يبشره من ثمان مراحل ، فوجد يعقوب ريحه فقال : إني لأجد ريح يوسف لو لا أن تفندون ، فلما ألقاه على وجهه ارتدّ بصيرا ، وليس يقع شيء من الجنة على عاهة من عاهات الدنيا إلا أبرأها بإذن الله».
وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وأحمد في الزهد ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ) قال : لما خرجت العير هاجت الريح ، فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف فقال : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) تسفهون ، فوجد ريحه من مسيرة ثمانية أيام. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه قال : وجد ريحه من مسيرة عشرة أيام. وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عنه قال : وجده من مسيرة ثمانين فرسخا. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عنه أيضا : (لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) قال : تجهلون. وأخرج ابن جرير عنه أيضا ، قال : تكذبون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : تهرمون ، يقولون قد ذهب عقلك. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع قال : لو لا أن تحمّقون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) يقول : خطئك القديم. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : جنونك القديم. وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : حبك القديم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : البشير البريد. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحّاك مثله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سفيان قال : البشير هو يهوذا بن يعقوب. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : لما أن جاء البشير إلى يعقوب فألقى عليه القميص قال : على أيّ دين خلفت يوسف؟ قال : على الإسلام. قال : الآن تمت النعمة. وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود في قوله : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) قال : إن يعقوب أخّر بنيه إلى السّحر. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : أخّرهم إلى السّحر ، وكان يصلّي بالسّحر. وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عنه قال : أخّرهم إلى السحر لأنّ دعاء السّحر مستجاب. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عنه أيضا قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم في قصة : «هو قول أخي يعقوب لبنيه : سوف أستغفر لكم ربي» يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة.