النهار ، فإذا امتدّ الأمر بينهما كان في النهار متسع. وقرأ ابن مسعود والجحدري وأن يحشر على البناء للفاعل : أي : وأن يحشر الله الناس ضحى. وروي عن الجحدري أنه قرأ وأن نحشر بالنون. وقرأ بعض القرّاء بالتاء الفوقية ، أي : وأن تحشر أنت يا فرعون ، وقرأ الباقون بالتحتية على البناء للمفعول.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا) قال : يعجل (أَوْ أَنْ يَطْغى) قال : يعتدي. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : (أَسْمَعُ وَأَرى) قال : أسمع ما يقول وأرى ما يجاوبكما به ، فأوحي إليكما فتجاوبانه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : لما بعث الله موسى إلى فرعون قال : ربّ أيّ شيء أقول؟ قال : قل أهيا شراهيا. قال الأعمش : تفسير ذلك : الحيّ قبل كل شيء ، والحيّ بعد كل شيء. وجوّد السيوطي إسناده ، وسبقه إلى تجويد إسناده ابن كثير في تفسيره. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) قال : كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس في قوله : (أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ) قال : خلق لكل شيء زوجة (ثُمَّ هَدى) قال : هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (لا يَضِلُّ رَبِّي) قال : لا يخطئ. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (مِنْ نَباتٍ شَتَّى) قال : مختلف. وفي قوله : (لِأُولِي النُّهى) قال : لأولي التقى. وأخرج ابن المنذر عنه (لِأُولِي النُّهى) قال : لأولى الحجا والعقل. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء الخراساني قال : إن الملك ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه ، فيذرّه على النطفة ، فيخلق من التراب ومن النطفة ، وذلك قوله : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ). وأخرج أحمد والحاكم عن أبي أمامة قال : لما وضعت أمّ كلثوم بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في القبر قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ، بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله». وفي حديث في السنن : «أنه أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر وقال : منها خلقناكم ، ثم أخرى وقال : وفيها نعيدكم ، ثم أخرى وقال : ومنها نخرجكم تارة أخرى». وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) قال : يوم عاشوراء. وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو نحوه.
(فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (٦٠) قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (٦١) فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى (٦٢) قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى (٦٣) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى (٦٤) قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (٦٥) قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (٦٦) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى (٦٧) قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (٦٨) وَأَلْقِ ما فِي