الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير البجلي.
والتقى الجمعان في النهروان ، وظهر عليّ
وصحبه على الخوارج ، وقتل عبد الله بن وهب ، وذو الثدية ، ولم يفلت من الخوارج في
هذا اليوم إلا تسعة أنفس :
صار منهم رجلان إلى سجستان ، ومن
أتباعهما خوارج سجستان ، ورجلان إلى اليمن ، ومن أتباعهما إباضية اليمن ، ورجلان صارا
إلى عمان ، ومن أتباعهما خوارج عمان ، ورجلان إلى ناحية الجزيرة ، ومن أتباعهما
كان خوارج الجزيرة ، ورجل منهم صار إلى تل موزن .
خلاصة رأي المحكمة الأولى :
ذهب المحكمة الأولى ـ كسائر الخوارج ـ إلى
إكفار علي وعثمان ، وأصحاب الجمل وصفين ، ومعاوية وصحبه ، والحكمين ، ومن رضي
بالتحكيم.
ومن آرائهم كذلك إكفار كل ذي ذنب ومعصية
، والقول بخلوده في النار .
ثانيا : الأزارقة :
تنسب هذه الفرقة إلى نافع بن الأزرق
الحنفي ، وهم أقوى فرق الخوارج بأسا وأعزها نفرا ، يقول البغدادي : «ولم تكن
للخوارج قط فرقة أكثر عددا ولا أشد منهم شوكة» .
وقد بايع الأزارقة نافع بن الأزرق وسموه
أمير المؤمنين ، ولم يلبث أن انضم إليهم خوارج عمان واليمامة فصاروا أكثر من عشرين
ألفا.
وقد هدد الخوارج الأزارقة الدولة
الإسلامية تهديدا كبيرا ، حيث استولوا على الأهواز وما وراءها من أرض فارس ، ثم بسطوا
نفوذهم على كرمان وجبوا خراجها ، فحاربهم عبد الله بن الحارث عامل عبد الله بن
الزبير على البصرة ، ومنيت الجيوش التي وجهها لقتالهم بهزائم منكرة ، فعهد عبد
الله بن الزبير إلى المهلب بن أبي صفرة بقتالهم ، فهزمهم عند الأهواز وقتل نافع بن
الأزرق ، فبايعت الأزارقة بعده عبيد الله بن مأمون التميمي فقتل ، ثم بايعوا قطري
بن الفجاءة وسموه أمير المؤمنين ، «فقاتلهم المهلب حروبا كانت سجالا ، وانهزمت
الأزارقة في آخرها إلى سابور من أرض فارس ، وجعلوها دار هجرتهم ، وثبت المهلب
وبنوه وأتباعهم على قتالهم تسع عشرة سنة ، بعضها في أيام عبد الله بن
__________________