وقيل : المراد منهم من عدا بني إسرائيل ، فإنهم ينسونهم إلى الأمة أو الأمم.
وكيف كان فان هذه التسمية التي وردت في القرآن أصلها ما ورد في كتب اليهود من تسمية غير بني إسرائيل بالأممي ، وهي من الألقاب التي أرادوا بها تحقير غيرهم ، والحط من كرامتهم باعتبار انهم بمنزلة البهائم غير مؤهلين للمخاطبة وانهم لا حرمة لهم يباح سرقة أموالهم ، والخديعة معهم ، والكذب عليهم ، وهتك اعراضهم ، وهدر كرامتهم وحرمانهم من جميع الاحكام الاجتماعية والعقلية. وقد أعرض سبحانه وتعالى عن ما ورد في كتبهم إبطالا له ، وأوجز سبحانه جميع تلك الجرائم والموبقات في كلمة واحدة ، وهي «ليس علينا في الأميين سبيل».
واسم الإشارة (ذلك) يرجع الى ما هو المدلول عليه في الآية السابقة وهو عدم أداء الامانة والخيانة فيها. وهذه هي حال الطائفة التي ذكرها عزوجل في قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ). فيكون ذكر الطائفة الأخرى الحافظة للعهود ، والمؤدية للأمانات لبيان اغترار الطائفة الأولى ، وبعدهم عن الحقيقة وهم يعلمون أن الله تعالى لا يأمر بالفحشاء والمنكر ، ولا يرضى بأفعالهم القبيحة.
وضمير الجمع في (بأنهم قالوا) راجع إلى أفراد هذه الطائفة الخؤونة ، وكذلك الضمائر في الآية الكريمة اللاحقة.
قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
دليل على انهم كانوا ينسبون أقوالهم وأفعالهم الى الله تعالى ،