النَّهارِ) وأن الطائفة الخائنة هي تلك الطائفة المغرورة ، وهي اليهود ـ على ما عرفت سابقا ـ التي تزعم أن الله تعالى فضلهم على سائر خلقه ، وأن لا سبيل عليها من غيرها من سائر الملل والنحل ، فيجوز لليهودي أكل أموال المسلمين ، ونقض كل عهد إلهي وإنساني معه ، بل لا حقوق ولا حرمة له ، ونسبوا ذلك الى كتبهم المقدسة ، وهذا هو التحريف الذي عرفت به اليهود ، وهم يعلمون أن الكتاب لا يحكم بذلك ، وانما أمرهم أحبارهم ورهبانهم بها بعد ترويج النزعة العصبية بين اليهود ، والمغالاة في أنهم شعب الله المختار ، فاستولى عليهم روح البغي والفساد غرورا.
قوله تعالى : (إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً).
استثناء من عموم الأوقات أو الأحوال. ودمت بضم الدال من دام يدوم ، كقام يقوم. وقرئ بكسر الدال من دام يدام ، كخاف يخاف. ويراد من هذه الجملة المعنى المجازي وهو الكناية عن شدة الإلحاح في التقاضي والوفاء ، فان قيام المطالب على رأس المديون ، وملازمته له فيه المبالغة في الاقتضاء والمطالبة.
والمعنى انه لا يؤدي الأمانة التي ائتمنته إياها إلا إذا ألجئته إلى ذلك بالمطالبة والاقتضاء.
قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ).
الأميّ من لا يقرأ ولا يكتب. قيل : المراد من الأميين في المقام العرب باعتبار أن الغالب منهم لا يقرءون ولا يكتبون. وقيل : يحتمل أن يكون المراد منهم أتباع الرسول النبي الأمي (صلىاللهعليهوآله)