في هذه الأمور وتشبثوا بحجج هي اوهن من بيت العنكبوت :
ومنها : انهم كانوا يتنازعون في عيسى (عليهالسلام) فكانت النصارى تحاج اليهود في بعثه أو نبوته أو انه الله أو ابنه أو ثالث ثلاثة ، وكانت اليهود تحاج النصارى فيه فتبطل نبوته وألوهيته والجميع يعلمون بانه مخلوق من مريم ورسول أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل.
قوله تعالى : (فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ).
الاستفهام توبيخي يعني : فلم تتنازعون وتحاجون في امور لا تعلمون بها وتغالطون فيها والواجب عليكم اتباع الوحي المبين ومتابعة سيد المرسلين.
وقد اختلف المفسرون في تعيين الذي لهم به علم وجمهورهم انه امر ابراهيم المتنازع في كونه يهوديا أو نصرانيا إلا ان ذلك أمر واضح لا يجهله احد منهم ويعلمون ان ابراهيم (عليهالسلام) كان متقدما عليهم ولا يمكن ان يكون تابعا للمتأخر كما ذكرنا ولذا عقب سبحانه وتعالى بعد تكذيبهم في ذلك بقوله (أَفَلا تَعْقِلُونَ) الدال على تقبيحهم في هذا الإمر المعلوم.
وذكر بعض المفسرين ان المراد من عدم علمهم بأمر ابراهيم هو عدم علمهم بأن دين الله واحد وهو الإسلام وان اليهودية والنصرانية والإسلام شعب من ذلك الدين الحق وانها تتدرج في سلم الكمال ، واليهود والنصارى جهلت ان ابراهيم هو المؤسس لهذا الدين الحق ، والأصل لا ينسب إلى فرعه بل الأمر بالعكس.
وفيه : ان ما ذكره يرجع إلى ما تقدم الذي عرفت المناقشة فيه ، مع ان كون ابراهيم (عليهالسلام) هو المؤسس للدين امر مسلّم