وفيه : ان ما ذكر خلاف ظاهر الآية الشريفة فإنها تدل على دعوة رسول الله (صلىاللهعليهوآله) إلى اجتماع المتخاصمين والمجادلين من الفريقين إلى المباهلة مع الأولاد والنساء والأنفس فكأنه قد جمع اهل بيته مع وفد النصارى الموجودين حين الابتهال واما ان النصارى لم يكن معهم الأولاد والنساء فهذا مطلب آخر وقد ذكرنا ان المفهوم من الآية المباركة شيء والمصداق شيء والخلط بينهما أوجب الالتباس.
السادس : ذكرنا ان الآيات الشريفة والاستعمال الفصيح يدلان على صحة استعمال النساء في البنات ، ولكن استبعد بعض المفسرين ذلك وذكر في معرض كلامه : «ان كلمة نسائنا لا يقولها العربي ويريد بها بنته لا سيما إذا كان له ازواج ولا يفهم هذا من لغتهم».
والمناقشة في ما ذكره واضحة بعد الاحاطة بما ذكرناه في تفسير الآية الشريفة والشواهد القرآنية والشعر العربي الفصيح تدلان على صحة استعمال الكلمة في البنات ولم يستشكل احد من فرسان البلاغة والفصاحة على القرآن الكريم في استعماله هذا لا سيما إذا كان قصد المتكلم الاحتشام من التصريح بابنته ، مع ان الروايات الكثيرة المتواترة التي تدل على ان المراد من النساء ابنته (صلىاللهعليهوآله) فاطمة الزهراء (عليهالسلام) كافية في رده. وأحسب ان الأمر أوضح من ان يخفى إلا ان يراد عدم صحة استعمال الجمع في الواحد. ولكنه مردود بما ذكرناه من ان الآية المباركة تدل على استعمال الجمع مقابل الجمع من دون النظر إلى الإفراد. والاشتباه انما حصل من خلط المفهوم بالمصداق.
السابع : انما ذكر سبحانه وتعالى النساء مع ان بناء القرآن على الكناية عنهن والتحفظ عليهن مهما أمكن لأمور :