الذين اتبعوه فلم يكن للنصارى الذين وفدوا على رسول الله (صلىاللهعليهوآله) بهم ارتباط ونسبة فيكون إتيان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لأهل بيته ليس الا انهم كانوا مشتركين في الدعوة والدعاء.
الثاني : ان الآية المباركة لا تدل على اكثر من ان إتيان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لأهل بيته في المباهلة كان لأجل وثوقه بالسلامة والعافية واستجابة دعائه واما انهم كانوا شركاء في الدعوة وغيرها فهي بمعزل عن ذلك.
وفيه : ان الآية الشريفة بمجموعها ـ كما عرفت ـ تدل على ان كل طرف من طرفي الدعوة في المباهلة شركاء في الدعوة وهي إما صادقة أو كاذبة ولذا احجمت صاحبة الدعوة الكاذبة عن المباهلة لما علمت صدق الطرف الآخر.
الثالث : ان الأمر لو كان كذلك ـ وكانت الآية المباركة تدل على فضلهم وكرامتهم ـ لاشتركوا مع الرسول في النبوة لان الدعوة التي كانت مختصة به انما كانت كذلك لان الله اوحى اليه.
وفيه ان الاشتراك في الدعوة لا يستلزم اشتراكهم في النبوة فإنها غير الدعوة بل هي من شئونها ولوازمها.
الرابع : ان الآية الشريفة تأمر الرسول (صلىاللهعليهوآله) ان يدعو المحاجين والمجادلين في عيسى من اهل الكتاب إلى الاجتماع رجالا ونساء وأطفالا ، ويجمع هو المؤمنين رجالا ونساء وأطفالا ويبتهلوا إلى الله تعالى بأن يلعن الكاذب ، ولا تدل الآية الشريفة على اجتماع الفريقين في مكان واحد بحيث يشتمل على النساء والأولاد والأنفس مع ان الآية المباركة نزلت في النصارى ولم يكن معهم نساؤهم ولا أولادهم.