الواقع والابتعاد عن الحق ، وله اسباب عديدة واثار خطيرة ، وقد عالج الإسلام هذه الرذيلة ، وبين اسبابها وآثارها الخطيرة الفردية والاجتماعية الدنيوية والأخروية. وذكر ما يوجب علاج هذا المرض النفسي ، ومنه ما ورد في المأثور انه إذا مدح أحد آخر ينبغي للممدوح أن يقول : اللهم اجعلني فوق ما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون. والجدير بالإنسان أن يعمل الطاعات ويجتنب عن المعاصي والموبقات ليفوز بثناء الله تعالى فانه الغاية القصوى ، والسعادة الحقيقة ، ومع وجوده يشكر ومع عدمه يستمد العون منه عزوجل.
العاشر : انما قال تعالى : (بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) لبيان أن تعليم الكتاب وتدريسه لا بد أن يكون عن معرفة وكمال حتى يكون قابلا لأن يكون ربانيا ، فلا يصلح لكل أحد تعليم الكتاب الكريم والسنة الشريفة وتدريسهما إلا إذا كان جامعا للشرائط منها العمل بما علم ، والتخلق بمكارم الأخلاق ، ويدل على ذلك جملة من الأحاديث.
وانما عبرّ سبحانه ب (تعلّمون) دون غيره للدلالة على ما ذكرناه ، فان التعليم والتدريس لا بد ان يكونان عن تعلم وفهم واخلاص.
بحث روائي
في تفسير القمي في قوله تعالى : (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ) ـ الآية. إن عيسى لم يقل للناس إني خلقتكم