أقول : قد ذكرنا في التفسير أن ذلك ممتنع عن الأنبياء ، وفي نفس الحديث ما يدل عليه أيضا فان قوله : إني خلقتكم. الاحتجاج على ذلك ويمكن ان يستفاد ذلك من نفس الآية الشريفة لما فيها من التعريض بالنصارى.
وفي العيون عن النبي (صلىاللهعليهوآله) قال : «لا ترفعوني فوق حقي ، فان الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا ، ثم تلا هذه الآية».
أقول : قد ورد في مضمون ذلك روايات كثيرة ، وفي بعضها قال أمير المؤمنين (عليهالسلام) : «هلك فيّ اثنان محب غال ، ومبغض قال». ويظهر من جميع ذلك أن ما يفعله بعض الناس في شأن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) والائمة الهداة (عليهمالسلام) داخل في مضمون هذه الأحاديث.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : (وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً) ـ الآية». قال : كان قوم يعبدون الملائكة ، وقوم من النصارى زعموا أن عيسى رب ، وأن اليهود قالوا : عزير ابن الله فقال الله : (وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً) ـ الآية».
أقول : تقدم ما يتعلق بذلك في التفسير.
وفي أسباب النزول للواحدي في قوله تعالى : (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي) ـ الآية. نزلت في نصارى نجران حين عبدوا عيسى. وقوله : (لبشر) يعني عيسى. أن يؤتيه الله الكتاب ، يعني الإنجيل.
أقول : هذا بيان لبعض المصاديق ، وإلا فالآية الشريفة عامة تشمل جميع الأنبياء.