من أي شخص كان ، قبيح. وممن هداه الله تعالى بإرسال الرسول صلىاللهعليهوسلم وإنزال الكتب ، أقبح.
تنبيه :
قال السيوطيّ في (الإكليل) : استدل بقوله : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ ..) إلخ على أن اللغات توقيفية. ووجهه أنه تعالى ذمهم على تسمية بعض الأشياء بما سموها به ، ولو لا أن تسمية غيرها من الله توقيف ، لما صح هذا الذم ، لكون الكل اصطلاحا منهم.
واستدل بقوله تعالى : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) إلخ على إبطال التقليد في العقائد واستدل به الظاهرية على إبطاله مطلقا ، أو إبطال القياس.
أخرج ابن أبي حاتم عن عمر قال : احذروا هذا الرأي على الدين ، فإنما كان الرأي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم مصيبا لأن الله كان يريه ، وإنما هو منا تكلف وظن ، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا. انتهى.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى) (٢٤)
(أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى) أي ليس له ما يشتهيه من الأمور التي منها طمعه الفارغ في شفاعة الأنداد ، وتعنته في دفاع اليقين بالظن ، وتركه نفسه وهواها بلا شرع يقيده ولا مهيمن يزعه. فإن ذلك من المحالات في نظر العقل السليم ، كقوله : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ) [النساء : ١٢٣].
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) (٢٥)
(فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) أي فمصير الأمر فيهما له تعالى ، لا للإنسان حسب ما تسول له نفسه الأمارة بالسوء ، كما قال : (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) إلخ [المؤمنون : ٧١] ، ولذا أرسل له الرسل ، وانزل الكتب ، قطعا للمعاذير. ونبهه بالعقل على سبل السعادة التي لا تخفى على بصير.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) (٢٦)