يقول في : ابتداء الصلاة : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك
، ولا إله غيرك ، ورواه أحمد وأهل السنن عن أبي سعيد وغيره ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، أنه كان يقول ذلك. وعن مجاهد : حين تقوم من كل مجلس.
وكذا قال عطاء وأبو الأحوص.
روى أبو هريرة
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : من جلس في مجلس ، فكثر فيه لغطه ، فقال قبل
أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أستغفرك
وأتوب إليك ـ إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك ـ رواه الترمذيّ وصححه ، وكذا
الحاكم.
وأخرجه أبو
داود والنسائيّ والحاكم عن أبي برزة الأسلميّ قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول بأخرة ، إذا أراد أن يقوم من المجلس : سبحانك
اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك. فقال رجل : يا رسول
الله! إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى؟! قال : كفارة لما يكون في المجلس!
وقد أفرد
الحافظ ابن كثير لهذا الحديث جزءا على حدة ، ذكر فيه طرقه وألفاظه ، وعلّله ، فرحمهالله.
ولا يخفى أن
لفظ الآية يصدق بالمواضع المذكورة كلها ، وتدل الأحاديث المذكورة على الأخذ
بعمومها ، فإن السنة بيان للكتاب الكريم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَمِنَ اللَّيْلِ
فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ)
(٤٩)
(وَمِنَ اللَّيْلِ
فَسَبِّحْهُ) أي اذكره واعبده بالتلاوة والصلاة بالليل ، كما قال
تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ
فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [الإسراء : ٧٩].
وقد روي في
أذكار الليل من التسابيح ما هو معروف في كتب الحديث. وقد جمعت ذلك معرّى عن
أسانيدها في كتابي (الأوراد المأثورة).
(وَإِدْبارَ
النُّجُومِ) أي : وسبحه وقت إدبارها ، وذلك بميلها إلى الغروب عن
الأفق ، بانتشار ضوء الصبح ، وقد عنى ذلك إما فريضة الفجر أو نافلته ، أو ما
يشملها. قال قتادة : كنا نحدّث أنهما الركعتان عند طلوع الفجر. وقد ثبت في
الصحيحين
__________________