أذاهم والصلاة والتسبيح وقد كثر ذلك في مواضع من التنزيل كقوله : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) [البقرة : ٤٥] ، وقوله : (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ) [ق : ٣٩ ـ ٤٠] ، وأمثالهما.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً) (٢٧)
(إِنَّ هؤُلاءِ) أي المشركين (يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) أي اللذات العاجلة ، فيسعون لها جهدهم ، وإن أهلكوا الحرث والنسل (وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً) أي شديدا ، لثقل حسابه وشدته وعسره.
القول في تأويل قوله تعالى :
(نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) (٢٨)
(نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) أي خلقهم وأعضاء بناهم.
قال الشهاب : الأسر ، معناه لغة الشد والربط. ويطلق أيضا على ما يشد ويربط به. ولذا سمي الأسير أسيرا بمعنى مربوطا. فشبهت الأعصاب بالحبال المربوط بها ، ليقوى البدن بها أو لإمساكها للأعضاء. ولذا سموها رباطات أيضا.
(وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) أي بإهلاكهم والإتيان بآخرين. وهذا محط الترهيب ، وما قبله كالتعليل له.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) (٢٩)
(إِنَّ هذِهِ) أي السورة ، أو الآيات القريبة (تَذْكِرَةٌ) أي عظة لمن اعتبر واتعظ (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) أي بالطاعة الموصلة لقربه ، إيصال السبيل للمقاصد. فهو تمثيل.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (٣٠) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (٣١)