جاءني بحراء جالس على كرسيّ بين السماء والأرض ، فجئثت منه رعبا ، فرجعت فقلت : زملوني زملوني. فدثروني ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ...) الآيات.
قال ابن كثير : وهذا السياق هو المحفوظ ، وهو يقتضي أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله (فإذا الملك الذي جاءني بحراء) وهو جبريل حين أتاه بقوله (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ثم إنه حصل بعد هذا فترة ، ثم نزل الملك بعد. هذا وجه الجمع : أن أول شيء نزل بعد فترة الوحي هذه السورة.
وروى الطبراني عن ابن عباس ؛ أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاما ، فلما أكلوا منه قال : ما تقولون في هذا الرجل؟ فقال بعضهم : ساحر ، وقال بعضهم : ليس بساحر ، وقال بعضهم كاهن ، وقال بعضهم : ليس بكاهن. وقال بعضهم : شاعر ، وقال بعضهم : ليس بشاعر. وقال بعضهم : سحر يؤثر. فأجمع رأيهم على أنه سحر يؤثر. فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوسلم فحزن وقنع رأسه وتدثر ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ...) الآيات.