الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ» (١).
الشعائر هنا ما يهدي الى بيت الله سبحانه ، وسميت بذلك لأنها تشعر ، أي تعلّم بأن تدمى بحديدة ، وقيل ان شعائر الله هي محارمه ، أي لا تحلوا محارم الله التي حرمها الله عزوجل ، وقيل ان المعنى : لا تجعلوا شعائر الله حلالا تتصرفون بها كما تشاؤون. وقد جعلها الله معالم وأمارات تعلمون بها فرائض الله وحدوده ، وحلاله وحرامه ، بل اعملوا فيها بما بينه لكم ، فلا تتعدوا حدود الله في أمر من الامور ، وشعائر الله ـ على هذا ـ هي جميع ما أمر الله به ونهى عنه ، ولذلك قال الحسن : شعائر الله هي دين الله كله. وقال القشيري : الشعائر معالم الدين ، وتعظيم ذلك واحلاله خلاصة الدين ، ولا يكون ذلك الا بالاستسلام عند هجوم التقدير ، والتزام الامر بجميل الاعتناق ، واخلال الشعائر يكون بالاخلال بالاوامر.
ولنلاحظ هنا كيف جمع النص الكريم بين تعظيم شعائر الله والتقوى ، ولعل السر في ذلك هو أن تعظيم شعائر الله مظهر لاجلال الله سبحانه ، واجلال الله باعث على التقوى محقق لها ، وهذا الربط بين التقوى وتعظيم الشعائر يوضح لنا عمق الصلة بين التقوى وهذا التعظيم ، وبذلك يتضح لنا ان تعظيم شعائر الله خلق قرآني وفضيلة اسلامية وهدي نبوي.
ويقول القرآن الكريم في سورة الحج :
«ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» (٢).
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية ٢.
(٢) سورة الحج ، الآية ٣٢.