التمتع بالطيبات
تقول اللغة ان التمتع بالشيء هو الانتفاع به ، والمتوع : الامتداد والارتفاع ، والماتع : الراجح الزائد ، والمتاع : انتفاع ممتد الوقت ، واستمتع طلب التمتع ، والمتعة ما يعطى المطلقة لتنتفع به مدة عدتها ، وكل ما تمتعت به من الحوائج فهو متاع.
والتمتع يستتبع التزين ، والاسلام دين لا يحارب التزين أو التمتع ، بل يعد ذلك شيئا من فطرة الانسان ، أو يعده غريزة مفيدة مثمرة ، اذا استقام صاحبها وأخذ منها بالحظ المعقول البصير صار ذلك خلقا يحمد ولا يعاب ، فهو الى حمى الفضائل أقرب أكثر منه اقترابا من العادات.
والزينة الحقيقية التي يتمتع بها المتخلق البصير هي ما لا يشين الانسان في شيء من أحواله لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وأما ما يزينه في شيء من أحواله دون جانب آخر من أحواله فهو زين من وجه ، وشين من وجه آخر ، والزينة قد تكون زينة نفسية كالعلم والاعتقاد الحسن ، وزينة بدنية كالقوة وطول القامة ، وزينة خارجية كالمال والجاه.
ولقد تحدث تفسير المنار عن غريزة حب الزينة وحب الطيبات فقال : «لقد كانت غريزة حب الزينة ، وغريزة حب الطيبات من الرزق ، سببا