أحب مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه ، فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وان سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته».
وظاهر الحديث كما يقول ابن حجر أن محبة الله تعالى للعبد تقع بملازمة العبد التقرب بالنوافل ، وربما قيل : ان الفرائض أحب العبادات المتقرب بها الى الله ، فكيف لا تنتج المحبة؟.
والجواب أن المراد من النوافل ما كانت حاوية للفرائض مشتملة عليها ومكملة لها ، ويؤيد ذلك أن هناك رواية تقول : «ابن آدم. انك لن تدرك ما عندي الا بأداء ما افترضت عليك».
وقيل ان معنى الحديث أنه اذا أدى الفرائض ، وداوم على اتيان النوافل من صلاة وصيام وغيرهما أفضى به ذلك الى محبة الله تعالى.
وينبغي أن نفهم ان النافلة لا تقدم على الفريضة لأن النافلة انما سميت نافلة لأنها تأتي زائدة على الفريضة ، فما لم تؤد الفريضة لا تحصل النافلة ، ومن أدى الفرض وزاد عليه النفل ، وأدام ذلك تحققت منه ارادة التقرب.
والكلام في هذا الحديث القدسي ورد على سبيل التمثيل ، والمعنى كنت سمعه وبصره في ايثاره أمري ، فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي كما يحب هذه الجوارح ، وهو بكليته مشغول بي ، فلا يصغي بسمعه الا الى ما يرضيني ، ولا يرى ببصره الا ما أمرته به ، أو كنت له في النصرة كسمعه وبصره ، ويده ورجله ، في المعاونة على عدوه.
وقيل ان التقدير : كنت حافظ سمعه الذي يسمع به ، فلا يسمع