فقال : حدثني ، فقلت : حدثني الحكم بن عيينة عن يحيى بن الجزار (١) قال : سمعت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلّموا حتى يأخذ على أهل العلم أن يعلّموا ، قال : فحدثني أربعين حديثا.
(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) الآية ، قرأ عاصم وحمزة والكسائي (لا تَحْسَبَنَ) بالتاء ، أي : لا تحسبن يا محمد الفارحين ، وقرأ الآخرون بالياء «لا يحسبن» الفارحون فرحهم منجيا لهم من العذاب ، «فلا يحسبنهم» وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء وضم الباء خبرا عن الفارحين ، أي فلا يحسبنّ أنفسهم ، وقرأ الآخرون بالتاء وفتح الباء ، أي : فلا تحسبنّهم يا محمد ، وأعاد قوله : (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) تأكيدا ، وفي حرف عبد الله بن مسعود «ولا يحسبنّ الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا بمفازة من العذاب» من غير تكرار ، واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية.
[٥٠٦] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا سعيد بن أبي مريم أنا محمد بن جعفر حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري :
أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانوا إذا خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإذا قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم اعتذروا إليه وحلفوا ، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فنزل (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) الآية.
[٥٠٧] وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا إبراهيم بن موسى أنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني ابن أبي مليكة أن علقمة بن وقاص أخبره أن مروان قال لبوابه : اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل له : لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون ، فقال ابن عباس : ما لكم ولهذه إنّما دعا النبي صلىاللهعليهوسلم يهود فسألهم عن شيء فكتموه إيّاه فأخبروه بغيره فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم ، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم ، ثم قرأ ابن عباس رضي الله عنهما (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) إلى قوله : (يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا).
__________________
[٥٠٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، أبو مريم والد سعيد اسمه الحكم ، وهو ابن محمد المصري ، محمد بن جعفر هو ابن أبي كثير الأنصاري.
ـ أخرجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٤٥٦٧) عن سعيد بن أبي مريم بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ٢٧٧٧ ح ٧ ص ٢١٤٢ والطبري ٨٣٣٥ والواحدي ٢٨٠ من طريق أخرى عن سعيد بن أبي مريم به.
[٥٠٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، هشام هو ابن سنبر الدّستوائي ، ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز.
ابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله.
ـ أخرجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٤٥٦٨) عن إبراهيم بن موسى بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري ٨٣٤٨ من طريق عبد الرزاق ، عن ابن جريج به.
ـ وأخرجه البخاري بإثر ٤٥٦٨ ومسلم ٢٧٧٨ ح ٨ والترمذي ٣٠١٤ والنسائي في «التفسير» (١٠٦) والطبري ٨٣٤٩ والحاكم ٢ / ٢٩٩ والواحدي ٢٨١ من طريق ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن مروان بن الحكم قال لبوابه ... فذكره.
__________________
(١) في المطبوع وحده «الخراز».