(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) ، قرأ ابن كثير وأهل البصرة وأبو بكر بالياء فيهما ، لقوله تعالى : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) ، وقرأ الآخرون بالتاء فيها على إضمار القول ، (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) ، أي : طرحوه وضيّعوه وتركوا العمل به ، (وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) ، يعني : المآكل والرّشا ، (فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) ، قال قتادة : هذا ميثاق أخذه الله تعالى على أهل العلم فمن علم شيئا فليعلّمه ، وإيّاكم وكتمان العلم فإنه هلكة.
وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : لو لا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم بشيء ، ثم تلا هذه الآية (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ).
[٥٠٥] حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي أخبرنا أبو معاذ (١) الشاه بن عبد الرحمن أخبرنا أبو بكر عمر بن سهل بن (٢) إسماعيل الدينوري أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (٣) أخبرنا أبو حذيفة موسى بن مسعود أخبرنا إبراهيم بن طهمان عن سماك بن حرب عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سئل عن علم يعلمه فكتمه (١) ألجم يوم القيامة بلجام من نار».
وقال الحسن بن عمارة : أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألفيته على بابه ، فقلت : [إن](٢) أو رأيت أن تحدثني؟ فقال : أما علمت أني قد تركت الحديث؟ فقلت : إمّا أن تحدثني وإما أن أحدثك ،
__________________
(١) وقع في «شرح السنة». «أبو معاذة».
(٢) في الأصل «و» بدل «بن» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة».
(٣) في الأصل «البرثي» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة» و «الأنساب».
[٥٠٥] ـ حديث صحيح ، إسناده حسن لأجل سماك بن حرب وموسى بن مسعود ، أما موسى فقد روى له البخاري ، لكن وصفه الحافظ بقوله : صدوق سيئ الحفظ ، وسماك بن حرب فيه ضعف ، مع أنه من رجال مسلم ، لكن كلاهما قد توبع.
ـ وهو في «شرح السنة» (١٤٠) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن أبي شيبة ٩ / ٥٥ وأحمد ٢ / ٤٩٩ و ٥٠٨ والحاكم ١ / ١٠١ والطبراني في «الصغير» (١٦٠ و ٣١٥ و ٤٥٢) من طرق عن عطاء بن أبي رباح به ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود ٣٦٥٨ والترمذي ٢٦٤٩ وابن ماجه ٢٦١ والطيالسي ٢٥٣٤ وابن أبي شيبة ٩ / ٥٥ وأحمد ٢ / ٢٦٣ و ٣٠٥ و ٣٣٤ و ٣٥٣ وأبو يعلى ٦٣٨٣ وابن حبان ٩٥ من طرق عن علي بن الحكم البناني ، عن عطاء به.
وهذا إسناد صحيح علي بن الحكم ثقة روى له البخاري ، وشيخه عطاء روى له الشيخان.
ـ وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو أخرجه الحاكم ١ / ١٠٢ والخطيب في «تاريخ بغداد» (٥ / ٣٨ و ٣٩) وابن حبان ٩٦ والطبراني في «الأوسط» (٥٠٢٣) وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وفي إسناده عبد الله بن عياش ، قال أبو حاتم : صدوق ليس بالمتين ا ه.
وقال الهيثمي في «المجمع» (١ / ١٦٣) : رواه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» ورجاله موثقون اه.
ـ وله شاهد من حديث جابر أخرجه الخطيب في «تاريخه» (٧ / ١٩٨ و ٩ / ٩٢ و ١٢ / ٣٦٩).
ـ ومن حديث ابن عباس أخرجه أبو يعلى ٢٥٨٥ وفي إسناده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، وهو ضعيف. لكن يصلح للاعتبار بحديثه.
الخلاصة : هو حديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده ، والله أعلم.
__________________
(١) في المطبوع وحده «علمه وكتمه».
(٢) زيادة عن المخطوط و ـ ط.