قال عكرمة : نزلت في فنحاص وأشيع (١) وغيرهما من الأحبار يفرحون بإضلالهم الناس بنسبة الناس إيّاهم إلى العلم وليسوا بأهل علم ، وقال مجاهد : هم اليهود فرحوا بإعجاب الناس بتبديلهم الكتاب وحمدهم إيّاهم عليه ، وقال سعيد بن جبير : هم اليهود فرحوا بما أعطى الله آل إبراهيم وهم برآء من ذلك.
ع [٥٠٨] وقال قتادة ومقاتل : أنت يهود خيبر نبي الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : نحن نعرفك ونصدقك وإنا على رأيك ونحن لك ردء ، وليس ذلك في قلوبهم ، فلما خرجوا قال لهم المسلمون : ما صنعتم؟ قالوا : عرفناه وصدقناه ، فقال لهم المسلمون : أحسنتم هكذا فافعلوا ، فحمدوهم ودعوا لهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال : (يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) قال الفراء بما فعلوا ، كما قال الله تعالى : (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) [مريم : ٢٧] ، أي : فعلت ، (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ) [أي](٢) : بمنجاة ، (مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (١٩٠))
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، يصرفها كيف يشاء ، (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ (١٩٠)).
[٥٠٩] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني (١)
__________________
ع [٥٠٨] ـ عزاه المصنف لقتادة ومقاتل ، وإسناده إليهما مذكور أول الكتاب.
وأخرجه الطبري ٨٣٥٠ عن قتادة مرسلا ، بنحوه ، و ٨٣٥١ من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة مرسلا باختصار.
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في «الدر» (١ / ١٩٢) عن الحسن مرسلا مختصرا.
[٥٠٩] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم ، ابن فضيل هو محمد.
ـ وهو في «شرح السنة» (٩٠١) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٧٦٣ ح ١٩١ من طريق محمد بن فضيل بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو يعلى ٢٥٤٥ من طريق علي بن عبد الله بن عباس بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦٣١٦ ومسلم ٧٦٣ وأبو داود ٥٠٤٣ والترمذي في «الشمائل» (٢٥٥) والنسائي ٢ / ٢١٨ وابن ماجه ٥٠٨ وعبد الرزاق ٣٨٦٢ و ٤٧٠٧ وابن حبان ٢٦٣٦ من طرق عن سلمة بن كهيل ، عن كريب ، عن ابن عباس مطوّلا ومختصرا.
ـ وأخرجه مالك ١ / ١٢١ ـ ١٢٢ من طريق مخرمة بن سليمان ، عن كريب ، عن ابن عباس.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري ١٨٣ و ١١٩٨ و ٤٥٧٠ و ٤٥٧١ و ٤٥٧٢ ومسلم ٧٦٣ ح ١٨٢ وعبد الرزاق ٤٧٠٨ وأبو عوانة ٢ / ٣١٥ والطحاوي ١ / ٢٢٨ وابن حبان ٢٥٧٩ والبيهقي ٣ / ٧.
ـ وأخرجه البخاري ١١٧ و ٦٩٧ وأحمد ١ / ٣٤١ و ٣٥٤ والدارمي ١ / ٢٨٦ والطحاوي في «المعاني» (١ / ٢٨٧) من طرق عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس.
(١) في الأصل «الحسين الأسفرايني» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة».
__________________
(١) في المطبوع «وأسيبع».
(٢) زيادة عن المخطوط.