يوم القيامة وجرحه يثغب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك».
[٤٩١] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين (١) بن محمد القاضي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا علي بن الحسن الدارابجردي أنا عبد الله بن يزيد المقري أنا سعيد حدثني محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الشهيد لا يجد ألم القتل إلّا كما يجد أحدكم ألم القرصة».
قوله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) الآية.
ع [٤٩٢] وذلك أن أبا سفيان وأصحابه لمّا انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا على انصرافهم وتلاوموا وقالوا : لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم ، قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموه؟ ارجعوا فاستأصلوهم ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأراد أن يرهب العدو ، ويريهم من نفسه وأصحابه قوة فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان ، فانتدب عصابة منهم مع ما بهم من الجراح (١) والقرح الذي أصابهم يوم أحد ونادى منادي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا لا يخرجنّ معنا أحد إلّا من حضر يومنا بالأمس» ، فكلّمه جابر بن عبد الله ، فقال : يا رسول الله إنّ أبي كان قد خلفني على أخوات لي سبع ، وقال لي : يا بني إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهنّ ، ولست بالذي أوثرك على نفسي في الجهاد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فتخلّف على أخواتك ، فتخلفت عليهن ، فأذن له رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخرج معه ، وإنّما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرهبا للعدو ، وليبلغهم أنه خرج في طلبهم فيظنوا أن بهم قوة وأن الذي أصابهم لم يوهنهم فينصرفوا ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح في سبعين رجلا رضي الله عنهم حتى بلغوا حمراء الأسد ، وهي من
__________________
وأخرجه مسلم ١٨٧٦ والنسائي ٦ / ٢٨ ـ ٢٩ وأحمد ٢ / ٢٤٢ والبيهقي ٩ / ١٦٤ من طرق عن سفيان عن أبي الزناد به.
وأخرجه مسلم ١٨٧٦ والبيهقي ٩ / ١٦٥ من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد ٢ / ٢٣١ عن محمد بن فضيل ، عن عمارة ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة.
ـ وأخرجه الترمذي ١٦٥٦ من طريق سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة.
(١) في الأصل «الحسن» والتصويب عن نسخة «ط» وعن «شرح السنة».
[٤٩١] ـ حسن غريب. إسناده حسن لأجل محمد بن عجلان ، فإنه صدوق في حفظه شيء من الضعف ، وباقي الإسناد ثقات ، سعيد هو ابن أبي أيوب واسمه مقلاص ، أبو صالح اسمه ذكوان ، مشهور بكنيته.
ـ وهو في «شرح السنة» (٢٦٢٤) بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي ١٦٦٨ وابن ماجه ٢٨٠٢ وأحمد ٢ / ٢٩٧ والدارمي ٢ / ٢٠٥ وابن حبان ٤٦٥٥ من طرق عن صفوان بن عيسى ، عن محمد بن عجلان بهذا الإسناد ، واستغربه المصنف في «شرح السنة» وكذا الترمذي فقال : حسن صحيح غريب ا ه.
وأخرجه النسائي ٦ / ٣٦ وأبو نعيم في «الحلية» (٨ / ٢٦٤) من طريقين عن ابن عجلان به. وحسن إسناده الشيخ شعيب في «الإحسان» وذكره الألباني في «الصحيحة» (٩٦٠) ، وهو من جهة الإسناد حسن ، لكن المتن فيه غرابة ، إذ هناك من الشهداء من يجد ألم الجراحة ، والله أعلم ، فالمتن غريب.
ع [٤٩٢] ـ أخرجه البيهقي في «الدلائل» (٣ / ٣١٣ ـ ٣١٤) عن ابن لهيعة عن أبي الأسود ، عن عروة مرسلا بنحوه ، لكن لأصله شواهد تعضده. منها ما أخرجه الطبري ٧٢٣٨ لكن بسند ضعيف لضعف عطية العوفي ـ عن ابن عباس. وله شاهد من مرسل عكرمة أخرجه الطبري ٨٢٣٣.
__________________
(١) في المطبوع «الجرح».