مقتول فوقف عليه ودعا له ثم قرأ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) [الأحزاب : ٢٣] ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة (١) ، فأتوهم وزوروهم وسلّموا عليهم ، فو الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردّوا عليه».
(يُرْزَقُونَ) ، من ثمار الجنة وتحفها.
(فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠))
(فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) ، رزقه وثوابه ، (وَيَسْتَبْشِرُونَ) ، ويفرحون ، (بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ) ، من إخوانهم الذين تركوهم أحياء في الدنيا على مناهج الإيمان والجهاد لعلمهم أنهم إذا استشهدوا ولحقوا بهم ونالوا من الكرامة ما نالوا [هم بذلك يستبشرون](٢) ، (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (١٧١) الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٢))
(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ) أي : وبأن الله ، وقرأ الكسائي بكسر الألف على الاستئناف ، (لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).
[٤٨٩] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد [الخلال أنبأنا](٣) أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «تكفّل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلّا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته ، أن يدخله الجنة أو يرجعه الجنة إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة».
ع [٤٩٠] وقال : «والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء
__________________
رحمهالله.
[٤٨٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، أبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان ، والأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز.
ـ وهو في «الموطأ» (٢ / ٤٤٣ ـ ٤٤٤) عن أبي الزناد بهذا الإسناد.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري ٣١٢٣ و ٧٤٥٧ و ٧٤٦٣ والنسائي ٦ / ١٦ وابن حبان ٤٦١٠.
وأخرجه سعيد بن منصور في «سننه» (٢٣١١ و ٢٣١٢) عن أبي الزناد به وأخرجه مسلم ١٨٧٦ والبيهقي ٩ / ١٥٧ عن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي ، عن أبي الزناد به.
ـ وأخرجه البخاري ٢٧٨٧ من طريق الزهري عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة.
ـ وأخرجه النسائي ٨ / ١١٩ من طريق عطاء بن ميناء بن أبي هريرة.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٣٩٩ و ٤٢٤ والبيهقي ٩ / ٣٩ من طريق سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة.
ع [٤٩٠] ـ صحيح. أخرجه مالك في «الموطأ» (٢ / ٤٦١) ومن طريق مالك أخرجه البخاري ٢٨٠٣ والبيهقي ٤ / ١١ عن أبي الزناد عن الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعا.
__________________
(١) زيد في المطبوع «ألا» وليس في المخطوط أو «المستدرك».
(٢) العبارة في المطبوع و ـ ط «فهم لذلك مستبشرون».
(٣) زيادة عن المخطوط.