الجرجرائي (١) وأبو أحمد](١) محمد بن أحمد المعلّم الهروي قالا : أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى الماليني أخبرنا أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي أخبرنا حبّان (٢) بن موسى وعبد الله بن أسماء ابن أخي جويرية بن أسماء قالا (٢) : أخبرنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّما الأعمال بالنيات وإنّما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) ، قرأ ابن كثير «وكائن» بالمد والهمزة على وزن فاعل (٣) ، وبتليين الهمزة أبو جعفر ، وقرأ الآخرون (وَكَأَيِّنْ) بالهمزة والتشديد على وزن كعيّن ، ومعناه : وكم ، وهي كاف التشبيه ضمت إلى أي الاستفهامية ، ولم يقع التنوين صورة في الخط إلّا في هذا الحرف خاصة ، ويقف بعض القراء على (وَكَأَيِّنْ) بلا نون ، والأكثرون على الوقف بالنون ، قوله : (قاتَلَ) قرأ ابن كثير ونافع وأهل البصرة [قتل](٤) بضم القاف ، وقرأ الآخرون (قاتَلَ) فمن قرأ (قاتَلَ) فلقوله : (فَما وَهَنُوا) ويستحيل وصفهم بأنهم لم يهنوا بعد ما قتلوا ، لقول سعيد بن جبير : ما سمعنا أن نبيا قتل في القتال ، ولأنّ (قاتَلَ) أعم ، قال أبو عبيدة : إن الله تعالى إذا مدح (٥) من قاتل كان من قتل داخلا فيه ، وإذا مدح من قتل لم يدخل فيه غيرهم ، فكان (قاتَلَ) أعم ، ومن قرأ «قتل» فله ثلاثة أوجه ، أحدها : أن يكون القتل راجعا إلى النبي وحده ، فيكون تمام الكلام عند قوله : (قاتَلَ) ، ويكون في الآية إضمار معناه : ومعه ربيون كثير ، كما يقال : قتل فلان معه جيش كثير ، أي : ومعه ، والوجه الثاني : أن يكون القتل نال النبي ومن معه من الربيين ، ويكون المراد : بعض من معه ، تقول العرب قتلنا بني فلان ، وإنما قتلوا بعضهم ، ويكون قوله (فَما وَهَنُوا) راجعا إلى الباقين ، والوجه الثالث : أن يكون القتل للربيين لا غير ، وقوله : (رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) ، قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : جموع كثيرة ، وقال ابن مسعود : الربيون الألوف ، وقال الكلبي : الرّبّيّة الواحدة : عشرة آلاف ، وقال الضحاك : الربية الواحدة : ألف ، وقال الحسن : فقهاء علماء وقيل : هم الأتباع ، والربانيون الولاة والربيون الرعية ، وقيل : منسوب إلى الرب
__________________
وهو في «شرح السنة» (٢٠٦) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١٩٠٧ والنسائي ١ / ٥٨ من طريق ابن المبارك به.
ـ وأخرجه البخاري ٥٤ و ٥٠٧٠ ومسلم ١٩٠٧ والنسائي ١ / ٥٨ و ٦ / ١٥٨ والبيهقي ٤ / ٢٣٥ و ٦ / ٣٣١ والبغوي في «شرح السنة» (١) من طريق مالك عن يحيى بن سعيد به.
ـ وأخرجه البخاري (١) و ٢٥٢٩ ومسلم ١٩٠٧ وأبو داود ٢٢٠١ والحميدي ٢٨ وأحمد ١ / ٢٥ وابن الجارود في «المنتقى» (٦٤) والبيهقي في «السنن» (١ / ٤١ و ٧ / ٣٤١) من طريق سفيان الثوري ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري به.
ـ وأخرجه البخاري ٣٨٩٨ و ٦٩٥٣ ومسلم ١٩٠٧ وابن ماجه ٤٢٢٧ وأحمد ١ / ٤٣ والدارقطني ١ / ٥٠ والخطيب في «تاريخ بغداد» (٤ / ٢٤٤) والبيهقي ١ / ٤١ وفي «معرفة السنن» ص (١٩٠) من طرق عن يحيى بن سعيد به.
(١) في الأصل «الجرجاني» والتصويب من «الأنساب» (٢ / ٤٢) و «شرح السنة».
(٢) في الأصل «حسان» والتصويب من «شرح السنة» وكتب التراجم.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين سقط من المخطوط.
(٢) في المطبوع «قال».
(٣) في المطبوع «كاعن».
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) في المطبوع و ـ ط «حمد».