الحسن بن محمد الأسفراييني أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي (١) أخبرنا روح بن عبد المؤمن أخبرنا أبو عبد الرحمن المقري أخبرنا سعيد بن أبي أيوب قال : حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«من كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيّره من أيّ الحور شاء».
(وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) ، قال الكلبي عن المملوكين سوء الأدب ، وقال زيد بن أسلم ومقاتل : عمّن ظلمهم وأساء إليهم. (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، [عن الثوري : الإحسان أن تحسن إلى المسيء ، فإنّ الإحسان إلى المحسن تجارة](١).
(وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥))
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً).
__________________
معاذ كما سيأتي ، وهو ضعيف روى مناكير كثيرة ، وقد تفرد بهذا اللفظ ، ولم يتابع عليه ، وفي الإسناد أيضا عبد الرحيم بن ميمون أبو مرحوم ، وهو ضعيف ، لكن قد توبع هو ومن دونه ، وعلة الحديث ضعف سهل بن معاذ فقط.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٠٢٢ و ٢٤٩٥ وأحمد ٣ / ٤٤٠ وأبو يعلى ١٤٩٧ ، وأحمد ٣ / ٤٤٠ من طريق أبي عبد الرحمن المقري بهذا الإسناد.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ا ه.
ـ وأخرجه أبو داود ٤٧٧٧ وابن ماجه ٤١٨٦ والبيهقي في «الشعب» (٨٣٠٣) من طريق ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب به.
ـ وورد من وجه آخر عن يحيى بن أيوب ، عن زبان بن فائد ، عن سهل به. أخرجه البيهقي ٦١٤٩ وفيه زبان ، وهو ضعيف مع صلاحه وعبادته كما في «التقريب».
وكذا أخرجه أحمد ٣ / ٤٣٨ من طريق ابن لهيعة عن زبان ، عن سهل به. وهذا مسند ضعيف. وقد توبع زبان بن فائد ومن دونه عند الطبراني ، فقد ورد من وجه آخر عند الطبراني في «الأوسط» (٩٢٥٢) و «الصغير» (١١١٢) وقال الهيثمي في «المجمع» (٧٤٥٢) : وفيه بقية ، وهو مدلس ا ه.
قلت : قد عنعن في «الصغير» وصرّح بالتحديث في «الأوسط» فانتفت شبهة التدليس ، وفيه ، محمد بن عجلان ، وهو صدوق وفروة بن مجاهد مختلف في صحبته ، وكان عابدا كما في «التقريب».
وورد بغير هذا اللفظ من طريق محمد بن عجلان ، عن سويد بن وهب ، عن رجل من أبناء أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، عن أبيه أخرجه أبو داود ٤٧٧٨ والبيهقي ٨٣٠٤ وهو بلفظ «... ملأ الله قلبه إيمانا وأمنا» بدل «دعاه ...» ، وهذا ضعيف ، فيه راو لم يسمّ. ولعله سهل عن أبيه لكن له شواهد.
ـ ففي الباب من حديث أبي هريرة أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» (٤٥٨) والطبري ٧٨٤١ وفيه راو لم يسمّ ، وعبد الجليل مجهول ، وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه الطبراني في «الكبير» (١٣٦٤٦) و «الصغير» (٨٦١) و «الأوسط» (٦٠٣٢) وفيه سكين بن سرّاج ، وهو ضعيف قاله الهيثمي في («المجمع» (٨ / ١٩١ (١٣٧٠٨)).
ـ الخلاصة : الحديث الذي الذي أسنده المصنف ضعيف لتفرد سهل بن معاذ به ، وأما اللفظ الآخر ، فله شواهد تقويه وإن كانت ضعيفة ، والله أعلم.
(١) في الأصل «أبو عبد الله بن محمد زكريا العلاني» والتصويب من كتب «التراجم».
__________________
(١) سقط من المخطوط.