ع [٤٤٧] قال ابن مسعود : قال المؤمنون : يا رسول الله كانت بنو إسرائيل أكرم على الله منّا ، كان أحدهم إذا أذنب [أصبحت](١) كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه ، اجدع أنفك أو أذنك ، افعل كذا وكذا (٢) ، فسكت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ع [٤٤٨] وقال عطاء : نزلت في نبهان (١) التمار وكنيته أبو معبد أتته امرأة حسناء ، تبتاع منه تمرا فقال لها : إن هذا التمر ليس بجيد ، وفي البيت أجود منه ، فذهب بها إلى بيته فضمّها إلى نفسه وقبلها ، فقالت له : اتق الله ، فتركها وندم على ذلك ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وذكر ذلك له ، فنزلت هذه الآية.
ع [٤٤٩] وقال مقاتل والكلبي : آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين رجلين أحدهما من الأنصار والآخر من ثقيف فخرج الثقفي في غزاة واستخلف الأنصاريّ على أهله فاشترى لهم اللحم ذات يوم ، فلما أرادت المرأة أن تأخذ منه دخل على أثرها وقبّل يدها ، ثم ندم وانصرف ووضع التراب على رأسه وهام على وجهه ، فلما رجع الثقفي [من الغزاة](٣) لم يستقبله الأنصاري فسأل امرأته عن حاله ، فقالت : لا أكثر الله في الإخوان مثله ووصفت له الحال ، والأنصاري يسيح في الجبال تائبا مستغفرا ، فطلبه الثقفي حتى وجده فأتى به أبا بكر رجاء أن يجد عنده راحة وفرجا فقال الأنصاري : هلكت ، وذكر القصة ، فقال أبو بكر : ويحك أما علمت أن الله تعالى يغار للغازي ما لا يغار للمقيم ، ثم أتيا عمر رضي الله عنه فقال مثل ذلك ، فأتيا النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال له مثل مقالتهما ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً).
يعني : قبيحة خارجة عما أذن الله تعالى فيه ، وأصل الفحش القبح والخروج عن الحدّ ، قال جابر : الفاحشة الزنا ، (أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) ، [ما دون الزنا من القبلة والمعانقة والنظر واللمس ، وقال مقاتل والكلبي : الفاحشة ما دون الزنا من قبلة أو لمسة أو نظرة فيما لا يحل ، أو ظلموا أنفسهم بالمعصية ، وقيل : فعلوا فاحشة الكبائر ، أو ظلموا أنفسهم بالصغائر. وقيل : فعلوا فاحشة فعلا](٤) أو ظلموا أنفسهم قولا ، (ذَكَرُوا اللهَ) أي : ذكروا وعيد الله ، و [أن](٥) الله سائلهم ، وقال مقاتل بن حيان : ذكروا الله باللسان عند الذنوب ، (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) أي : وهل يغفر الذنوب إلا الله ، (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا) أي : لم يقيموا ولم يثبتوا عليه ، ولكن تابوا وأنابوا واستغفروا ، وأصل الإصرار : الثبات على الشيء ، قال الحسن : إتيان العبد ذنبا عمدا إصرار حتى يتوب. وقال السدي : الإصرار : السكوت وترك الاستغفار.
__________________
ع [٤٤٧] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ٧٨٤٨ والواحدي ٢٤٩ عن عطاء مرسلا بهذا السياق. وورد عن ابن مسعود موقوفا ، أخرجه الطبري ٧٨٤٩ ، وليس فيه لفظ «يا رسول الله» وإنما هو من كلام ابن مسعود ، وليس فيه أيضا ذكر نزول الآية.
ومع وقفه في علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف ، ولم يدرك ابن مسعود.
ع [٤٤٨] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» (٢٤٧) عن ابن عباس في رواية عطاء بدون إسناد ، ولا يصح سبب النزول هذا ، وقد ورد خبر نبهان التمار في سورة هود آية : ١١٤ عند قوله تعالى : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ).
(١) وقع في الأصل «تيهان» والمثبت هو الصواب.
ع[٤٤٩] ـ ذكره الواحدي ٢٤٨ عن ابن عباس من طريق الكلبي وهو باطل ، الكلبي متروك كذاب ، وأبو صالح غير ثقة في ابن عباس. ومقاتل هو ابن سليمان وهو كذاب.
__________________
(١) سقط من المطبوع.
(٢) زيد في المطبوع وحده «وكذا».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط و ـ ط ـ.