إبراهيم بن محمد بن سفيان أخبرنا مسلم بن الحجاج أخبرنا عبد الله بن مسلمة (١) بن قعنب أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنهما :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشجّ في رأسه ، فجعل يسلت الدم عنه ويقول : «كيف يفلح قوم شجوا نبيّهم وكسروا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله عزوجل»؟ فأنزل الله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ).
ع [٤٤٣] وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم أحد : «اللهمّ العن الحارث بن هشام ، اللهمّ العن صفوان بن أمية» ، فنزلت : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) ، فأسلموا وحسن إسلامهم.
ع [٤٤٤] وقال سعيد بن المسيب ومحمد بن إسحاق : لمّا رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمون يوم أحد ما أصابهم من جذع الآذان والأنوف وقطع المذاكير ، قالوا : لئن [أدالنا الله تعالى منهم](٢) لنفعلنّ [بهم](٣) مثل ما فعلوا ، ولنمثلنّ [بهم](٤) مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، [وقيل : أراد النبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يدعو عليهم بالاستئصال ، فنزلت هذه الآية](٥) ، وذلك لعلمه فيهم بأن كثيرا منهم يسلمون. قوله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) ، أي : ليس إليك ، اللام بمعنى إلى ؛ كقوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ) [آل عمران : ١٩٣] ، أي : إلى الإيمان ، وقوله تعالى : (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) ، قال بعضهم : معناه حتى يتوب عليهم ، أو : إلا (٦) أن يتوب عليهم ، وقيل : هو نسق على قوله : (لِيَقْطَعَ طَرَفاً) ، وقوله : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) [اعتراض بين الكلامين ، ونظم الآية : ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ، ليس لك من الأمر شيء ، بل الأمر أمري في
__________________
ع [٤٤٣] ـ حسن ، أخرجه الترمذي ٣٠٠٤ وأحمد ٢ / ٩٣ والطبري ٧٨١٨ من طريق عمر بن حمزة عن سالم ، عن ابن عمر به.
وإسناده ضعيف لضعف عمر بن حمزة ، لكن لم ينفرد به.
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب يستغرب من حديث عمر بن حمزة ، عن سالم ، عن أبيه ، وقد رواه الزهري ، عن سالم ، عن أبيه لم يعرفه البخاري من حديث عمر بن حمزة ، وعرفه من حديث الزهري ا ه.
ـ وأخرجه البخاري ٤٠٧٠ عن حنظلة بن أبي سفيان ، عن سالم بن عبد الله يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو .... فذكره مرسلا.
وقال الحافظ في «الفتح» (٧ / ٣٦٦) : قوله «عن حنظلة» معطوف على معمر ، والراوي هو ابن المبارك ، ووهم من زعم أن معلّق ... وقوله سمعت سالم بن عبد الله يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو إلخ» هو مرسل ا ه.
ع [٤٤٤] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» (٥٧٣) نقلا عن المفسرين ، وأن الآية التي نزلت هي (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦)).
وبنحوه أيضا ورد من حديث ابن عباس أخرجه الواحدي ٥٧٢ والبيهقي في «الدلائل» (٣ / ٢٨٨) وإسناده ضعيف.
لضعف ابن أبي ليلى واسمه محمد ومن حديث أبي هريرة أخرجه الواحدي ٥٧١ والبيهقي ٣ / ٢٨٨. وإسناده ضعيف لضعف صالح بن بشير المرّي.
__________________
(١) تصحف في المطبوع «مسلم».
(٢) ما بين المعقوفتين في المخطوط «مكنا منهم».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) سقط من المخطوط.
(٦) في المخطوط و ـ ط «إلى».