وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦))
قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) ، قال أكثر المفسّرين : هم اليهود والنصارى ، وقال بعضهم : المبتدعة من هذه الأمة.
وقال أبو أمامة رضي الله عنه : هم الحرورية بالشام. قال عبد الله بن شداد : وقف أبو أمامة وأنا معه على رأس الحرورية بالشام ، فقال : هم كلاب النار ، كانوا مؤمنين فكفروا بعد إيمانهم ، ثم قرأ (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) إلى قوله تعالى : (أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ).
[٤٢٢] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين (١) بن بشران أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من سرّه أن يسكن بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة ، فإن الشّيطان مع الفذّ ، وهو من الاثنين أبعد».
قوله تعالى : (وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ).
(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، (يَوْمَ) نصب على الظرف ، أي : في يوم ، وانتصاب الظرف على التشبيه بالمفعول ، يريد : تبيّض وجوه المؤمنين وتسوّد وجوه الكافرين ، وقيل : تبيّض وجوه المخلصين وتسود وجوه المنافقين ، [وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ هذه الآية قال : تبيّض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة](٢) ، قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : إذا كان يوم القيامة رفع لكل قوم ما كانوا يعبدونه ، فيسعى كل قوم إلى ما كانوا يعبدون (٣) ، وهو قوله تعالى :
__________________
[٤٢٢] ـ إسناده صحيح رجاله رجال البخاري ومسلم ، سوى الرمادي وهو ثقة عبد الرزاق هو ابن همام ، معمر هو ابن راشد.
ـ وهو في «شرح السنة» (٥ / ٢٥٧) بدون إسناد.
ـ أخرجه المصنف من طريق عبد الرزاق وهو في «مصنفة» (٢٧١٠) عن معمر بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في «عشرة النساء» (٣٤٠ و ٣٤١) وعبد بن حميد في «المنتخب» (٢٣) وأبو يعلى ١٤١ و ١٤٢ و ١٤٣ من طريق عبد الملك بن عمير بهذا الإسناد. رووه مطولا ومختصرا.
ـ وأخرجه الترمذي ٢١٦٥ والنسائي في «عشرة النساء» (٣٤٣) وابن أبي عاصم في «السنة» (٨٨ و ٨٩٧) والحاكم ١ / ١١٤ من طريق محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، عن عمر به.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة ، وروي هذا الحديث من غير وجه عن عمر ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ا ه.
ـ وأخرجه أحمد ١ / ١٨ والطحاوي في «المعاني» (٤ / ١٥٠ ـ ١٥١) وابن حبان ٧٢٥٤ والحاكم ١ / ١١٤ والبيهقي ٧ / ٩١ وإسناده صحيح ، صححه الحاكم على شرطهما ، ووافقه الذهبي.
ـ وأخرجه النسائي ٢٢٧ وابن ماجه ٢٣٦٣ وأحمد ١ / ٢٦ وأبو يعلى ١٤٣ وابن مندة ١٠٨٧ من طريق جرير بن عبد الحميد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة قال : خطبنا عمر .... فذكره.
وإسناده صحيح.
__________________
(١) في المطبوع «الحسن».
(٢) سقط من المخطوط.
(٣) في المطبوع «يعبدونه».