تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي».
قوله تعالى : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ) ، يعني : الجنة ، قاله ابن عباس وابن مسعود ومجاهد ، وقال مقاتل بن حيان : التقوى ، وقيل : الطاعة ، وقيل : الخير ، وقال الحسن : لن تكونوا أبرارا.
[٤٠٢] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي (١) أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي أخبرنا محمد بن حماد الأبيوردي (٢) قال : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «عليكم بالصدق ، فإنّ الصدق يهدي إلى البرّ ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور ، و [إن](١) الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا».
قوله تعالى : (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ، أي : من أحبّ أموالكم إليكم ، روى الضحاك عن ابن عباس : أن المراد منه أداء الزكاة ، وقال مجاهد والكلبي : هذه الآية نسختها آية الزكاة ، وقال الحسن : كل إنفاق يبتغي به المسلم وجه الله حتى التمرة ينال به هذا البرّ ، وقال عطاء : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ) ، أي : شرف الدين والتقوى حتى تتصدقوا وأنتم أصحاء أشحّاء.
[٤٠٣] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول :
__________________
(١) في الأصل «النعيمي» والتصويب من «شرح السنة».
[٤٠٢] ـ إسناده صحيح ، محمد بن حماد هو الأبيوردي أبو عبد الله الزاهد ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير ، الأعمش هو سليمان بن مهران ، شقيق هو ابن سلمة أبو وائل ، عبد الله هو ابن مسعود ، وهذا إسناد كوفي جليل.
ـ وهو في «شرح السنة» (٣٤٦٨) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٦٠٧ وأبو داود ٤٩٨٩ والترمذي ١٩٧٢ والبخاري في «الأدب المفرد» (٣٨٦) وابن أبي شيبة ٨ / ٥٩٠ و ٥٩١ وأحمد ١ / ٣٨٤ و ٤٣٢ ووكيع في «الزهد» (٣٩٧) من طرق عن الأعمش به.
ـ وأخرجه البخاري ٦٠٩٤ ومسلم ٢٦٠٧ ح ١٠٣ وابن حبان ٢٧٣ و ٢٧٤ والبيهقي ١٠ / ٢٤٣ من طرق عن جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل به.
(٢) وقع في الأصل «الصالحي» وهو تصحيف من النساخ.
[٤٠٣] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» (١٦٧٧) بهذا الإسناد.
خرجه المصنف من طريق مالك ، وهو في «الموطأ» (٢ / ٥٩٥ ـ ٥٩٦) عن إسحاق بن عبد الله به ، ومن طريق مالك.
أخرجه البخاري ١٤٦١ و ٢٣١٨ و ٢٧٥٢ و ٢٧٦٩ و ٤٥٥٤ و ٥٦١١ ومسلم ٩٩٨ وأحمد ٣ / ١٤١ والدارمي ٢ / ٣٩٠ وابن حبان ٣٣٤٠ والبيهقي ٦ / ١٦٤ ـ ١٦٥ و ٢٧٥.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٩٩٧ من وجه آخر عن أنس بنحوه.
ـ وأخرجه البخاري ٢٧٥٨ وأحمد ٣ / ٢٥٦ وابن خزيمة من طريق إسحاق بن عبد الله به.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.