[٤٠٠] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا السيد (١) أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أنا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي [حدثنا محمود بن آدم المروزي](١) أنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، رجل حلف يمينا على مال مسلم فاقتطعه ، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد صلاة العصر أنه أعطي بسلعته أكثر مما أعطي وهو كاذب ، ورجل منع فضل مائه (٢) ، فإن الله [سبحانه و] تعالى يقول : اليوم أمنعك فضلي [كما منعت فضل](٣) ما لم تعمل يداك».
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٨) ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩))
قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْهُمْ) ، يعني : من أهل الكتاب (لَفَرِيقاً) ، أي : طائفة ، وهم كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وحيي بن أخطب وأبو ياسر وشعبة بن عمرو الشاعر ، (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ) ، أي : يعطفون ألسنتهم بالتحريف والتغيير ، وهو ما غيّروا من صفة النبيّ صلىاللهعليهوسلم وآية الرجم وغير ذلك ، يقال : لوى لسانه عن كذا ، إذا غيّره ، (لِتَحْسَبُوهُ) ، أي : لتظنّوا ما حرّفوا (مِنَ الْكِتابِ) ، [أي] : الذي أنزله الله تعالى [على أنبيائه](٤) ، (وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) ، عمدا ، (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ، أنهم كاذبون [وأنهم هم المغيرون له من عند أنفسهم](٥) ، وقال الضحاك عن ابن عباس : إن الآية نزلت في اليهود والنصارى جميعا وذلك أنهم حرفوا التوراة والإنجيل وألحقوا بكتاب الله ما ليس منه.
قوله تعالى : (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ) الآية ، قال مقاتل والضحاك : ما كان لبشر يعني : عيسى عليهالسلام ، وذلك أن نصارى نجران كانوا يقولون : إن عيسى أمرهم أن يتّخذوه ربّا فقال تعالى : (ما كانَ لِبَشَرٍ) ، يعني : عيسى (أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ) ، أي : الإنجيل ، وقال ابن عباس
__________________
(١) في الأصل «أسيد» وهو تصحيف.
[٤٠٠] ـ إسناده صحيح ، محمد بن حمدويه ومن دونه ثقات ، وقد توبعوا ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، أبو صالح اسمه ذكوان ، مشهور بكنيته.
ـ وأخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (٤٧٦) من طريق محمد بن الحسين العلوي به.
ـ وأخرجه البخاري ٢٣٦٩ و ٧٤٤٦ ومسلم ١٠٨ وابن مندة في «الإيمان» (٦٢٦) وابن حبان ٤٩٠٨ والبيهقي ٦ / ١٥٢ والبغوي في «شرح السنة» (٢٥١٠) من طرق عن سفيان بن عيينة به.
ـ وأخرجه مسلم ١٠٨ والنسائي ٧ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧ وأبو عوانة ١ / ٤١ وابن مندة ٦٢٣ و ٦٢٤ والبيهقي ١٠ / ٧٧ من طرق عن الأعمش ، عن أبي صالح به.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة».
(٢) تصحف في المطبوع و ـ ط إلى «ماله».
(٣) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة».
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.