أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من اقتطع حقّ امرئ مسلم بيمينه حرّم الله عليه الجنّة وأوجب له النار» ، قالوا : وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال : «وإن كان قضيبا من أراك» ، قالها ثلاث مرات.
[٣٩٨] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عمرو بن محمد أنا هشيم بن بشير (١) أنا العوّام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى :
أنّ رجلا أقام سلعة وهو في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعط ، ليوقع فيها رجلا من المسلمين ، فنزلت : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً).
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ) ، أي : يستبدلون (بِعَهْدِ اللهِ) أداء (١) الأمانة ، (وَأَيْمانِهِمْ) الكاذبة (ثَمَناً قَلِيلاً) ، أي : شيئا قليلا من حطام الدنيا ، (أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ) ، لا نصيب لهم (فِي الْآخِرَةِ) ، ونعيمها ، (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ) ، كلاما ينفعهم ويسرّهم ، وقيل : هو بمعنى الغضب ، كما يقول الرجل : إني لا أكلم فلانا إذا كان غضب عليه ، (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، أي : لا يرحمهم ولا يحسن إليهم ولا ينيلهم خيرا ، (وَلا يُزَكِّيهِمْ) ، أي : لا يثني عليهم بالجميل ولا يطهّرهم من الذنوب ، (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
[٣٩٩] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغفار بن محمد الفارسي ، أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد أنا سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا [أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالوا : حدّثنا](٢) محمد بن جعفر عن شعبة عن علي بن مدرك عن أبي زرعة عن خرشة بن الحرّ عن أبي ذرّ رضي الله عنه :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم» ، قال : قرأها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاث مرات ، فقال أبو ذر : خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال : «المسبل والمنّان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» ، في رواية : «المسبل إزاره».
__________________
[٣٩٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
ـ أخرجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٢٠٨٨) عن عمرو بن محمد بهذا الإسناد. و ٢٦٧٥ و ٤٥٥١ هن هشيم به.
وذكره السيوطي في «الدر» (٢ / ٧٨) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(١) في الأصل «محمد» والتصويب من «كتب التراجم».
[٣٩٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، أبو زرعة هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي. شعبة هو ابن الحجاج.
أخرجه المصنف من طريق مسلم وهو في «صحيحه» (١٠٦) عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى ، وابن بشار قالوا : حدثنا محمد بن جعفر بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو داود ٤٠٨٧ والترمذي ١٢١١ والنسائي ٧ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ وابن أبي شيبة ٩ / ٩٢ ـ ٩٣ والطيالسي ٤٦٧ وأحمد ٥ / ١٤٨ و ١٦٢ و ١٦٨ والدارمي ٢ / ٢٦٧ وفي «الرد على الجهمية» ص (٩٣) وابن حبان ٤٩٠٧ والبيهقي ٥ / ٢٦٥ من طرق عن شعبة به.
(٢) زيادة عن «صحيح مسلم» و «كتب التخريج» و «التراجم» ، ومسلم لم يدرك محمد بن جعفر.
__________________
(١) في المطبوع «وأراد».