مستوية أي أمر مستو ، يقال دعا فلان إلى السواء ، أي إلى النّصفة ، وسواء كل شيء وسطه ، ومنه قوله تعالى : (فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) [الصافات : ٥٥] ، [أي في وسطه](١) وإنما قيل : للنصف سواء لأن أعدل الأمور وأفضلها أوسطها ، وسواء نعت لكلمة إلا أنه مصدر ، والمصادر (٢) لا تثنى ولا تجمع ولا تؤنث ، فإذا فتحت السين مدت (٣) ، وإذ كسرت أو ضمّت قصرت ؛ كقوله تعالى : (مَكاناً سُوىً) [طه : ٥٨] ، ثم فسر الكلمة فقال : (أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ) ، ومحل أن رفع على إضمار هي ، وقال الزجاج : رفع بالابتداء ، وقيل : محلّه نصب بنزع حرف الصلة (٤) ، معناه بأن لا نعبد إلا الله ، وقيل : محلّه خفض بدلا من الكلمة ؛ أي : تعالوا إلى (٥) أن لا نعبد [إلا] الله ، (وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) ، كما فعلت اليهود والنصارى ، قال الله تعالى : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) [التوبة : ٣١] ، وقال عكرمة : هو سجود بعضهم لبعض أي لا نسجد (٦) لغير الله ، وقيل : معناه لا نطيع أحدا في معصية الله ، (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا) ، أي : فقولوا أنتم [يا أمّة محمد صلىاللهعليهوسلم](٧) لهم : اشهدوا (بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) مخلصون بالتوحيد.
[٣٩٢] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا [محمد بن](١) يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره :
أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم مادّ (٨) فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهو بإيليا فدعاهم في مجلسه ، وحوله عظماء الروم ثم دعا بكتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذي بعث به دحية (٩) إلى عظيم بصرى ، فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتّبع الهدى أمّا بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرّتين فإن تولّيت فإنّما عليك
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة».
[٣٩٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، شعيب هو ابن أبي حمزة ، وأبو حمزة اسمه دينار.
وهو في «شرح السنة» (٣٢٠٩) بهذا الإسناد.
ـ أخرجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٧) عن أبي اليمان بهذا الإسناد. مطوّلا.
ـ وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (٩٧٢٤٠) عن معمر عن الزهري به ، ومن طريق عبد الرزاق.
أخرجه البخاري ٤٥٥٣ ومسلم ١٧٧٣ وأحمد ١ / ٢٦٣ وابن حبان ٦٥٥٥ واللالكائي في «أصول الاعتقاد» (١٤٥٧) والبيهقي في «الدلائل» (٤ / ٣٨٠ ـ ٣٨١).
ـ وأخرجه البخاري ٢٩٤١ و ٥٩٨٠ ومسلم ١٧٧٣ والترمذي ٢٧١٧ وابن مندة في «الإيمان» (١٤٣) والبيهقي في «الدلائل» (٤ / ٣٨١ ـ ٣٨٣) من طرق عن الزهري به.
__________________
(١) سقط من المخطوط و ـ ط.
(٢) في المطبوع «المصدر».
(٣) في المطبوع و ـ ط «مددت».
(٤) كذا في المطبوع ، وفي المخطوط و ـ ط «الصفة».
(٥) زيد في المطبوع عقب إلى «كلمة» وقد سقط لفظ : «إلى كلمة» من المخطوط.
(٦) في المخطوط و ـ ط «تسجدوا».
(٧) زيد في المطبوع وحده.
(٨) كذا في المطبوع و «شرح السنة» و «صحيح البخاري» وفي المخطوط و ـ ط «عاهد».
(٩) زيد في المطبوع عقب لفظ : دحية «بن خليفة الكلبي وأمره أن يدفعه».